سعد الرميحي للجزيرة نت: قطر ستنظم الأولمبياد واستضافتها لكأس العالم شرف للعرب والمسلمين وتعويض لمصر والمغرب
الدوحة- يعدّ الإعلامي سعد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، رائد الصحافة الرياضية القطرية وشاهدا على عصر الرياضة والإعلام العربي والعالمي، إذ شغل أرفع المناصب والتقى نجوم الرياضة العالمية وحاورهم على مدار مسيرة امتدت نحو نصف قرن من الزمان.
ساعدته بدايته إذ كان لاعبا في الستينيات من القرن الماضي أن يكون صحفيا رياضيا مميزا، ثم رئيسا لتحرير مجلة الصقر التي أصدرتها قطر في السبعينيات وحققت نجاحا باهرا على مستوى الوطن العربي، كما تولى الرميحي بعد ذلك منصب مدير تلفزيون قطر.
أجرى كثيرا من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية مع نجوم الرياضة العالمية، وتابع معظم البطولات العالمية من الملاعب على مدار 4 عقود متتالية، والتقى كثيرا من زعماء العالم.
الجزيرة نت التقت سعد الرميحي في مجلسه بالدوحة، ودار الحوار التالي:
-
العناوين الجانبية اخفاء
نبدأ من حيث انتهينا وكأس العالم 2022، كيف استطاعت قطر أن تحوّل هذا الحلم إلى حقيقة وتصبح أول دولة عربية وشرق أوسطية تفوز بشرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم على أراضيها؟
من خلال تجربتي في الحياة ومرافقتي لسيدي سمو الأمير الوالد؛ فعلى مدى سنوات طويلة كان يفكر دائما في أن تكون قطر عاصمة الرياضة العالمية وليست العربية فقط، ومن هنا كانت فكرة تنظيم البطولات الكبيرة التي بدأت عام 1982 عندما فكر أن قطر سوف تنظم دورة الألعاب الآسيوية يوما ما، وهو ما حدث بالفعل في 2006، وسبقه استضافة الدوحة لكأس العالم للشباب لكرة القدم عام 1995 التي كانت الانطلاقة نحو البطولات العالمية.
وعن نفسي، كنت أرى تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم حلما بعيد المنال، ولكن بالإرادة والعزيمة والتصميم تمكنت قطر بفضل من الله ثم بفضل القائمين على هذا الملف من كسب قناعة العالم في أن هذه الدولة الفتية قادرة على تنظيم بطولة كبيرة كمونديال 2022، وتحقق الحلم في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 2010 عندما أعلن رئيس الفيفا فوز قطر بهذا الشرف الكبير، وهذا شرف لنا نحن العرب والمسلمين، خاصة أننا في العالم العربي سبق أن تقدمت دولتان هما المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية ولكنهما لم تنالا هذا الشرف في مونديالي 2006 و2010.
ومع ذلك، تمكنت قطر من اقتحام هذا المجال كأنها تريد أن تعوض الخسارة التي تعرضت لها الأمة العربية في المراحل السابقة في أن تكون بطولة كأس العالم 2022 بطولة عربية، وكما قالها سيدي سمو الأمير في لقائه الصحفي مع قناة الجزيرة في ذلك اليوم إن هذه “بطولة كل العرب وليست بطولة قطر”.
وإذا كنا فرحنا اليوم بكأس العالم، فإن شاء الله نفرح يوما من الأيام بتنظيم الأولمبياد بحول الله وتوفيقه.
-
هل تعتقد أن الهدف القادم لدولة قطر هو استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية؟
نعم، وسبق أن تقدمنا بملف التنظيم مرتين لكننا لم نتمكن من الفوز فيهما لحكمة يعلمها رب العالمين، ولكن أرى دائما أن قطر قادرة على اقتحام المجالات وتنظيم كل البطولات بقيادتها الواعية وإرادتها وعزيمتها وشبابها، لذلك أرى أن بعد كأس العالم لكرة القدم سيكون تنظيم الأولمبياد مطلبا وطنيا وضروريا.
وقطر لديها كل الإمكانات لتنظيم الأولمبياد؛ فقد سبق أن نظمت دورة الألعاب الآسيوية “آسياد” في 2006 وستنظمها مجددا بعد أعوام قليلة للمرة الثانية، فنحن قادرون بحول الله وتوفيقه على تنظيم أي حدث عالمي ومنه الأولمبياد، ولدي إيمان عميق إن شاء الله في أننا في المرة الثالثة سوف نكسب تنظيم هذه البطولة ونحقق أولمبيادا عربيا أيضا كما حققنا أول مونديال عربي.
-
ما توقعاتك لمنتخب قطر؟ ومن الأقرب للتتويج بلقب مونديال 2022؟
بالطبع أتمنى لمنتخبنا الوطني والمنتخبات العربية التوفيق والتألق إن شاء الله. ولكن حتى أكون واقعيا، فإن هناك فرقا كبيرة لها تجارب ثرية في الملاعب تضم نجوما كبارا ولديها دوريات قوية جدا، أعتقد سوف تكون صاحبة الشأن الكبير في هذه البطولة، وإذا تمكن منتخب قطر وأيضا المنتخبات العربية من الوصول إلى الدور الثاني للمونديال فسوف أكون سعيدا جدا.
رغم أنني مشجع للكرة الإنجليزية ومانشستر يونايتد، أما عن توقعاتي الشخصية فأرى أن أجدر المنتخبات الذي يضم كوكبة من النجوم الأبرز هو المنتخب الفرنسي، ولكن أرى أيضا أن المنافس الأكبر والأوفر حظا في المونديال هو منتخب البرازيل، لذا أتوقع أن يكون التتويج منحصرا بين البرازيل وفرنسا.
-
كيف ترى الهجمة المثارة التي ازدادت في الأيام الأخيرة على قطر بسبب استضافتها لكأس العالم 2022؟ وما ردك عليها؟
أعتقد أن هذا أمر طبيعي، وأنا شخصيا غير متألم لذلك لأنني أدرك تماما أن الغرب لا يعترف ولن يعترف بأن هناك دولة من دول العالم الثالث، بخاصة دولة عربية وإسلامية، سوف تتمكن من تنظيم كأس العالم، فهم يرون أنفسهم أسياد كرة القدم الأحق بتنظيم هذه البطولة الكبيرة، وأنهم من يملكون كل المقومات لإنجاح هذه البطولة، لذلك ينظرون إلى مثل هذه الدول نظرة دونية بأنه ليس من حقها تنظيم مونديال كبير.
وهناك لجان تقيّم العمل وهي التي تستطيع أن تصدر الحكم إن كانت الدولة قادرة على تنظيم المونديال أم لا، وهي مرجعنا، وليس الالتفات إلى الصحافة وما تكتبه. وأعتقد أنها زوبعة تثار بين فينة وأخرى لأسباب عدة للأسف كلها سياسية أو بعيدة عن المنطق، بينما يقول الواقع عكس ذلك وأغلب المراقبين والصحفيين والكتّاب الذين زاروا قطر وشاهدوا هذه الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع خلال السنوات العشر الماضية أكدوا جدارة هذه الدولة الفتية بتنظيم المونديال المقبل.
كما أرى أن القافلة سارت والمسيرة استمرت، ولم يتبق لنا إلا أيام معدودة وتنطلق صافرة أول مباراة في كأس العالم 2022 بحول الله وتوفيقه، لذا أطالب بعدم الالتفات إلى هذه الافتراءات التي تتردد في وسائل الإعلام الغربية، وأرى أن المونديال القادم سينتصر وسوف يبهر العالم ويسعده بعد أن تشاهد الدنيا المونديال الأجمل في تاريخ بطولات كأس العالم.
مجلة الصقر
-
كنت رئيسا لتحرير مجلة الصقر التي حققت شهرة واسعة على المستوى العربي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ما سر نجاحها الكبير من وجهة نظرك؟
أعتقد أن سر نجاحها كان السر نفسه الذي تتمتع به قناة الجزيرة الإخبارية التي تحظى بشعبية كبيرة وهو “المصداقية”، إذ لم تكن الصقر -مقرها قطر- مجرد مجلة بل كانت تنطق وتتكلم بلسان كل العالم العربي من دون أن يكون هناك تحيز لأي دولة، حتى عندما أردنا أن نركز على النشاط الرياضي القطري أضفنا ملحقا محليا خاصا من 10 صفحات فقط.
وكنا نحرص على التوازن بين كل الدول العربية وهو ما أشعر القارئ العربي في أي بلد أن المجلة ناطقة بلسانه ولسان نجومه المفضلين. لذلك، لو تابعت المجلة في تلك المرحلة سوف تجد كل نجوم كرة القدم والألعاب الرياضية العربية على الغلاف والصفحات الأولى، كما قدمنا “بوسترات” بصورهم هدية لكسب ثقة القراء العرب، لذلك كانت الصقر قوة ناعمة رياضية اقتحمت قلوب الناس وتمكنت من السيطرة عليهم من خلال الوجبة الرياضية الدسمة التي كانت تقدمها لهم سواء كانوا قرّاء أو لاعبين أو مدربين وحتى الحكام.
-
مجلة الصقر ثم الجزيرة الرياضية التي تحولت إلى “بي إن سبورت”، كيف استطاعت قطر إنجاح هذه التجارب الإعلامية الرياضية التي أصبحت رائدة على المستويين العربي والإقليمي؟
حبا الله قطر بقيادة حكيمة، قيادة وطنية عروبية صادقة مؤمنة بقضايا أمتها العربية، لم تبخل في يوم من الأيام بتقديم أي شيء. ومنذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي قدمت قطر مشاريع صحفية ناجحة في مختلف المجالات أذكر منها: مجلة الصقر، ومجلة الدوحة في مجال الثقافة، ومجلة الأمة في المجال الديني.
وعندما تطور إيقاع الحياة أطلقت قطر قنوات فضائية جميلة سواء في الناحية الإخبارية إذ أطلقت قناة الجزيرة وكذلك الجزيرة الوثائقية ثم برامج المنوعات الجميلة في تلفزيون قطر وفي إذاعة قطر، وفي مجال الرياضة أطلقت قناة الجزيرة الرياضية التي تحولت إلى “بي إن سبورتس” وقناة الكأس؛ كل ذلك أوصل إلى الجماهير العربية المصداقية العظيمة التي تتمتع بها هذه الوسائل الإعلامية ومكّنتها من أفئدة الناس بعد أن أصبحت تحتل مكانة كبيرة في قلوبهم، وهذا ليس من فراغ بل نتيجة دعم دولة قطر لكل ما يمس القضايا العربية والإسلامية والوقوف بجانبها ومساندتها، وذلك أكسبها احترام الجماهير والعالم العربي.
وأنا هنا لست بصدد التحدث عن هذا الموضوع بل هو الواقع اليوم، فمن يقف مع شعب غزة المحاصر غير قطر؟ ومن يدعم قضايا الدول العربية الفقيرة؟ في كل المرافق قطر كانت في الصدارة.
-
هل يمكن أن تعود تجربة مثل مجلة الصقر وتحقق النجاح الكبير نفسه؟
اليوم مع الأسف الزمن اختلف والظروف تغيرت، فقراء المطبوعات في تناقص كبير، وهذا لا يمنع أن مجلة الصقر تركت إرثا وأثرا جميلا جدا في نفوس القراء، وألتقي بأناس كثر يذكرونني بالمجلة، ولي كثير من المتابعين على إنستغرام دائما ما يذكرون مجلة الصقر ويطالبون بعودتها مرة أخرى، لكنني أعتقد أن هذا ليس زمن المجلات وزمن المطبوعات كما قلت مقدما.
وعن نفسي، فأنا عاشق للمطبوعات وعاشق للورقة والقرطاس والقلم، وما زلت أكتب بهما، وما زلت أتابعها وأحتفظ بالكتب وأشتري المجلات، لا أحب القراءة عبر الإنترنت ودائما قراءاتي من خلال الورقة التي ألمسها بيدي. لكن مع الأسف، الزمن تغير وكذلك الظروف، والجيل الحالي لم يعد يتابع هذه المطبوعات على أرض الواقع، ويكتفي بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.