الاخبار العاجلةسياسة

فتِّش عن هوية المنفذ.. تغطية “باهتة” وإدانة “خافتة” لهجوم إرهابي على مركز لاجئين في بريطانيا

لندن – هجوم بزجاجات حارقة على مدنيين، والمهاجم يضحك ويفر من المكان. كانت هذه تفاصيل عملية إرهابية استهدفت مركزا لإيواء لاجئين في الجنوب البريطاني، ووصف منفذها بأنه شخص متشبع بأفكار اليمين المتطرف العنصري.

فقد تعرض مركز لاستقبال اللاجئين في مدينة دوفر جنوبي بريطانيا إلى هجوم أمام عدسات المصورين التي التقطت مشاهد لشخص في عقده السابع وهو يلقي 3 زجاجات حارقة على المركز، في وقت كان يضحك فيه بصوت عال، قبل أن ينطلق بأقصى سرعة بسيارته ويضع حدا لحياته في محطة للبنزين.

ولحسن الحظ لم يسفر الهجوم عن ضحايا باستثناء إصابتين، لكنه أطلق ناقوس خطر حول تنامي التحريض على اللاجئين، الذين بلغ عدد الواصلين منهم خلال هذه السنة أكثر من 40 ألفا، وبعد التصريحات الصادمة لوزيرة الداخلية سويلا برافرمان التي قالت إن بريطانيا تتعرض لغزو من طرف اللاجئين.

ورغم ظهور دوافع الهجوم، فإن الشرطة البريطانية أخدت وقتها حتى وصفته بـ”الإرهابي”، وهو ما انتقدته إيفيت كوبر وزيرة الداخلية في حكومة الظل (حكومة غير رسمية ترأسها المعارضة). وعبّرت الوزيرة عن امتعاضها من تأخر دخول شرطة مكافحة الإرهاب على الخط للتحقيق في القضية.

Campaigners Hold Vigil For Refugees Held At Manston Detention Centre
حملة مساعدة للاجئين في مركز لاستقبالهم في مانستون جنوبي شرقي بريطانيا (غيتي)

توصيف بعد أيام

كشفت تفاصيل التحقيق في القضية أن منفذ الهجوم شخص يبلغ من العمر 61 عاما، وقد قطع أكثر من مئة ميل من أجل تنفيذ هجومه، قبل أن يقدم على الانتحار وتعثر الشرطة على جثته داخل محطة للبنزين.

والمثير في هذه القضية أن توصيف الهجوم بكونه هجوما إرهابيا تطلّب أياما عدة، قبل أن يعلن مكتب مكافحة الإرهاب أن المنفذ له دوافع إرهابية ويعتنق أفكار اليمين المتطرف العنصري.

وحسب بلاغ لمكتب مكافحة الإرهاب في الجنوب الشرقي لبريطانيا، فإن التحقيقات أظهرت أنه تم العثور على الأدلة التي تقول إن المهاجم تحرك بدوافع “أيديولوجية إرهابية”، حيث تم العثور على معدات تكنولوجية تظهر أن الرجل كان يعتنق أفكارا يمينية متطرفة، إلا أن التحقيقات لم تظهر أنه كان يتعاون مع أي جهة أو تنظيم.

تأخّر في التحقيق

ومباشرة بعد الإعلان عن الهجوم، غرّدت وزيرة الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر أنه من الظاهر جدا أن “اليمين المتطرف العنصري هو من قام بهذا الهجوم”، قبل أن تعبر عن قلقها من تأخر شرطة مكافحة الإرهاب في استلام هذا الملف “لأنني طلبت ذلك من وزيرة الداخلية في اليوم نفسه الذي حدث فيه الهجوم”.

اقرأ ايضاً
رغم وصول المفاوضات إلى "طريق مسدود".. ما سبب التفاؤل الإيراني بإحياء الاتفاق النووي؟

وتكفي جولة في حساب المهاجم بموقع فيسبوك لتظهر أفكاره العنصرية؛ ففي تدوينة كتب يطالب بمنع المساعدات عن الأشخاص الذين لا يتقنون الحديث بالإنجليزية، معتبرا أن “أي شخص لا يتقن الإنجليزية أو الكتابة بها فهو لا يستحق دعم الدولة لأنه يخرق القانون”.

ورغم أن هذا الهجوم يعتبر أول الأول الذي يوصف بالإرهابي في بريطانيا منذ مدة ليست بالقصيرة، فإن تناوله في الإعلام لم يكن بحجم هجمات إرهابية سابقة، بل هناك عناوين صحفية اكتفت بالحديث عن هجوم بقارورات متفجرة دون أن تصف الحادث بالإرهابي، رغم إعلان ذلك من طرف الشرطة البريطانية.

3 copy 24
عثمان مقبل عبّر عن خشيته من تزايد الهجمات على اللاجئين بسبب المزاج العام المحرّض عليهم (الجزيرة)

رسالة مخيفة

في مقابلة مع الجزيرة نت، طالب رئيس مؤسسة “سوريا للإغاثة” في بريطانيا عثمان مقبل بالتركيز على أن منفذ الهجوم هو رجل أبيض يحمل أفكار اليمين المتطرف.

وقال مقبل إن “التعامل الإعلامي مع الأمر لم يكن بالشكل المطلوب، رغم أن الهجوم تم تصويره من وسائل الإعلام ولم نشاهد صورة المنفذ على الصحف البريطانية”.

وقارن مقبل بين تعامل الإعلام البريطاني مع منفد الهجوم الإرهابي ضد مركز اللاجئين “وكيف كان سيكون الرد لو أن المنفذ كانت خلفيته مسلمة”.

وعبّر المتحدث ذاته عن تخوفه من زيادة الهجمات على اللاجئين، “لأن المزاج العام يقول إن هناك عملية تحريض وشحن ضد اللاجئين وتضخيم أرقام الذين يصلون البلاد، علما بأن بريطانيا تبقى من أقل الدول الأوروبية استقبالا للاجئين”.

وانتقد الناشط الإنساني البريطاني ما أسماها “العقلية السياسية والإعلامية السائدة في بريطانيا والتي ترى أن كل ما يأتي من الرجل الأبيض أمور إيجابية، وفي حال قيامه بهجوم إرهابي يتم المرور على الأمر مرور الكرام”.

وقال عثمان مقبل “كان من الممكن تفادي الهجوم لو أن هناك صرامة أكبر من طرف الحكومة ووزارة الداخلية في ردع الخطاب التحريضي ضد المهاجرين واللاجئين، لكن نحن الآن أمام وزيرة للداخلية تستعمل عبارات عنصرية ضد اللاجئين وكل حلمها ترحيلهم إلى رواندا”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى