الاخبار العاجلةسياسة

موقع روسي: هل أدارت الهند ظهرها لروسيا؟

نشر موقع “تسار غراد” الروسي مقالا ينفي ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام الغربية من أن الهند قد أدارت ظهرها لروسيا، وذلك على خلفية تأجيل انعقاد قمة سنوية بين زعيمي البلدين هذا العام إلى موعد لم يحدد بعد.

وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب الصحفي الروسي سيرغي لاتيشيف إلى أن وكالة “رويترز” تروّج لخبر مفاده أن الهند قد أدارت ظهرها لروسيا بعد رفض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عقد القمة السنوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأفاد سيرغي لاتيشيف نقلا عن مصدر في الحكومة الهندية وعن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين نفسه لا يخطط للقاء مودي قبل نهاية العام الجاري. وقال إن التقارير الإخبارية الغربية ركزت على الخلاف المزعوم متجاهلة القمة التي جمعت قادة البلدين في سبتمبر/أيلول الماضي في أوزبكستان والمحادثات الهاتفية بين الطرفين هذا العام.

كما أشار إلى أن وكالة بلومبيرغ الأميركية أرجعت قرار إلغاء عقد القمة السنوية إلى تهديدات بوتين المستمرة باستخدام السلاح النووي في حربه بأوكرانيا، الأمر الذي دفع الهند لاتخاذ قرار بعدم انعقاد القمة التي كانت مقررة في نهاية العام، وفق ما ينص عليه إعلان الشراكة الإستراتيجية الذي وقعته موسكو ونيودلهي في عام 2000.

وقال الكاتب إن التقارير الإعلامية الغربية بهذا الشأن تجعل القارئ البسيط يعتقد أن العلاقات بين موسكو ونيودلهي تنهار بسبب الصراع في أوكرانيا وأن الهند باتت تقف في صف الغرب، وأن روسيا أصبحت في عزلة يصعب في ظلها تجاوز العقوبات الغربية.

اقرأ ايضاً
بعد بوتين.. هآرتس: نتنياهو قد يكون التالي على قائمة أوامر التوقيف للجنائية الدولية

مغالطات

وأشار إلى جملة من المعلومات “المغلوطة” التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الغربية، من ضمنها زعم بعض تلك الوسائل أن الهند قد تتوقف عن شراء النفط الروسي بسبب الضغط الغربي، موضحا أن الحقيقة هي أن الهند قد ضاعفت حجم مشترياتها من النفط الروسي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وقال إن صادرات النفط الروسي إلى الهند كانت في حدود 0.2% قبل اشتعال الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، وبلغت في يونيو/حزيران من العام الجاري 10% لتتجاوز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 20%؛ وبذلك أصبحت روسيا ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط إلى الهند بعد العراق وبأسعار معقولة.

وعن مسوغات إلغاء القمة أو تأجيلها إلى أجل لم يحدد بعد، قال الكاتب الروسي إن بوتين عادة ما يقوم بزيارات خارجية لأهداف محددة منها توقيع اتفاقيات تعاون مع البلد الذي سيزوره، ورغم وجود خطط للتعاون مع الهند في السنوات القادمة، فإن الوضع يبدو ضبابيًا بسبب الحرب في أوكرانيا. أما بالنسبة لرئيس الوزراء الهندي مودي، فإن اجتماعه شخصيا مع بوتين سيجلب عليه انتقاد أطراف دولية وغربية عديدة وقد يضر بالتعاون بينه وموسكو وفق مقال الموقع الروسي.

وأوضح لاتيشيف في مقاله بالموقع أن الهند تسعى لتطوير اقتصادها بشكل سريع، وهي مهمة تبدو مستحيلة دون تأمين موارد الطاقة وتطوير مشاريع الطاقة النووية، وهي مجالات تعتمد نيودلهي فيها على موسكو، ناهيك عن الصداقة الشخصية الوطيدة بين مودي وبوتين التي تكتسي أهمية خاصة في العلاقات بين البلدين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى