الاخبار العاجلةسياسة

لوموند: ديمقراطية إسرائيل غدت وهمية

بعد أكثر من 50 عامًا على احتلال غزة والضفة الغربية بالقوة، ها هي إسرائيل تضع في الصدارة متعصبين ومتدينين هدفهم الأول هو توسيع المستوطنات لتكريس الهيمنة اليهودية، الأمر الذي ينطوي على ثمن سياسي ودبلوماسي.

فخلال نصف قرن استمر هذا النظام الاستثنائي في التطور وظلت السلطات الإسرائيلية تشجع استيطان الإسرائيليين من الديانة اليهودية داخل هذه الأراضي المحتلة، في انتهاك للقانون الدولي.

هذا ما علّقت به صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية على تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي وصفتها بأنها الأكثر راديكالية التي يعرفها هذا البلد، مبرزة أن ما حصل يتوج تطورًا غير مسبوق في هذا البلد.

ولفتت الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تنديدات إسرائيلية محمومة باستخدام منظمات حقوق الإنسان مصطلح الفصل العنصري لوصف النظام الذي يخضع له الفلسطينيون، مشيرة إلى أن المعركة ليست لغوية فقط، بالنظر إلى تداعياتها القانونية المحتملة على المحكمة الجنائية الدولية، التي تحقق في الجرائم المرتكبة في هذه المناطق.

فبينما يتم حبس الفلسطينيين في جيوب تخضع “للنوايا الحسنة للمحتل”، تلاحظ لوموند أن الإسرائيليين من ذوي العقيدة اليهودية ينعمون بإطار قانوني خاص بهم يضمن الاستمرارية بين إسرائيل، الدولة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وهذه الأراضي المحتلة.

اقرأ ايضاً
مباحثات خليجية أمريكية حول تدخلات إيران وملفها النووي

إن حقيقة أن حلفاء إسرائيل استسلموا لها وأن بعض الدول العربية طبّعت علاقاتها معها دون أن يهتز لها جفن لن يغير، وفقا للوموند، من الحقيقة الوحشية التي نشأت عن نظام الفصل هذا والذي يتجسد، من بين أمور أخرى، في مصادرة الأراضي والحرمان من حرية التنقل واستخدام العنف غير المتكافئ مع الإفلات التام من العقاب، فانسحاب إسرائيل من غزة لم يمنعها أبدًا من ممارسة ضغوط قاسية على سكانها، كما هو واضح من الحصار اللاإنساني المفروض على هذا القطاع المدمر.

وختمت لوموند افتتاحيتها بالتأكيد على أن استمرار هذه الهيمنة على كامل المساحة الإقليمية الممتدة من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الحدود مع الأردن ينطوي على ثمن سياسي ودبلوماسي، إذ جعل الطابع الديمقراطي لإسرائيل خادعًا، وعليه فإن الحلفاء الغربيين لتل أبيب سيجدون صعوبة في الاختباء وراء ما يروجون له من قيم مشتركة مع إسرائيل لإخفاء إنكارهم للقضية الفلسطينية، كما أن على هؤلاء الحلفاء ألا يتفاجؤوا بعدم اكتراث جزء من العالم، عندما يدعون في مكان آخر إلى احترام حقوق الشعوب، وفقا للصحيفة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى