اخبار العالم

إسرائيل تجمد توسيع الاستيطان «مؤقتاً» بالتزامن مع زيارة سوليفان

رغم الضغوط التي تمارسها القوى الليبرالية واليهودية في الحزب الديمقراطي الأميركي على إدارة الرئيس جو بايدن، كي يتدخل للجم ممارسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة ضد الفلسطينيين، خصوصاً توسيع الاستيطان وعمليات الاعتقال وغيرهما من الإجراءات التي تتسبب في تصعيد التوتر، حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين في حكومته، خلال لقاءاتهم مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، تجنب التطرق للموضوع الفلسطيني والتغييرات الداخلية في نظام القضاء الإسرائيلي. واعتبروها قضايا ثانوية في العلاقات بين البلدين، بينما وضعوا في رأس الاهتمام الموضوع الإيراني، مطالبين بإعادة تفعيل أقصى العقوبات على النظام الإيراني.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن نتنياهو وضع خطاً استراتيجياً للحوار مع إدارة بايدن بدأ بتنفيذه في لقائه مع سوليفان وسيستمر فيه خلال لقائه المرتقب الأسبوع المقبل مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وكذلك عندما يسافر الشهر المقبل للقاء الرئيس في البيت الأبيض. وفي مركز هذه الخطة، الاقتراح على الولايات المتحدة إغلاق ملف المفاوضات حول الاتفاق النووي وترجمة أقوال الرئيس بايدن بأن «هذا الاتفاق مات» إلى أفعال، والانتقال إلى وضع الخيار العسكري على الطاولة بكل جدية وقوة.
وكان نتنياهو قد التقى وفداً من اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة «أيباك» وعدداً من أعضاء الكونغرس الأميركي المناصرين لإسرائيل، واستمع منهم إلى شعورهم بالقلق من سياسة حكومته وخطر أن تؤدي إلى انفجار الأوضاع في المناطق الفلسطينية، وفق ما يسمعونه من أجهزة الأمن الإسرائيلية نفسها. وعبر بعضهم عن القلق من التغيرات الجوهرية في نظام الحكم القضائي التي يرون أنها تبعد إسرائيل عن قيم العدالة والديمقراطية الأميركية.
وقد ترافقت هذه اللقاءات مع نشر مقال في «نيويورك تايمز» للكاتب توم فريدمان، يقول فيه إن على إدارة بايدن أن تتدخل للجم تدهور إسرائيل إلى مواقع ظلامية في سياستها الداخلية تبعدها عن القيم الأميركية. ورد نتنياهو بأن هناك قناعة تامة في إسرائيل أيضاً لدى الحكومة السابقة، بأن الفلسطينيين ليسوا مؤهلين للشراكة في عملية سلام وبأن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تدير حرباً ضد إسرائيل في المحافل الدولية ومحكمة لاهاي.
وفيما يتعلق بالقضاء الإسرائيلي، رد باقتضاب قائلاً إن التغييرات جاءت لتعبر عن قرار الناخب الإسرائيلي «لوضع حد أمام تسيب جهاز القضاء». وأضاف أن هذه قضية داخلية يعالجها الإسرائيليون بوسائلهم الديمقراطية. وعاد ليؤكد أنه هو رئيس الحكومة وأنه يمسك بخيوط الحكم بكل ثبات. وكانت مصادر سياسية في تل أبيب قد كشفت عن أن اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس كانت تخطط لإجراء مداولات (الأربعاء)، حول مخطط لتوسيع مستوطنة «نوف تسيون» في جبل المكبر في القدس الشرقية. ولكنها قررت تجميد البحث حتى لا يؤثر سلباً على زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي سوليفان.
وقال مقرب من نتنياهو إن المخططات الاستيطانية يجب أن تنفذ بحكمة وليس بطريقة تحرج الأصدقاء في إدارة الرئيس بايدن وحتى في دول الخليج، حيث يسعى نتنياهو لتوسيع «اتفاقيات أبراهام». وأضاف أن لديه معلومات عن استعداد الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية مع بعض الدول الغربية لطرح أي مشروع استيطاني جديد على مجلس الأمن الدولي والبرلمان الأوروبي لاتخاذ خطوات ضدها. يذكر أن السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، أعرب عن أمله (الأربعاء)، في أن تنجح بلاده في الدفع بحل الدولتين رغم وجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل، وقال إنه يثق برئيسها بنيامين نتنياهو الذي يمسك الخيوط.
واعتبر نايدس، خلال مقابلة أجراها معه موقع «واينت» الإلكتروني، أن ثقته بنتنياهو نابعة من أن الأخير «قال مرات عديدة إن يديه على المقود. وسنعمل معه وآمل أن ننجح». وأضاف: «رؤيتنا بسيطة جداً، نحن نريد (الحفاظ على حل الدولتين) حياً. والحفاظ على المواطنين الفلسطينيين من دون مساومة على أمن إسرائيل. وآمنا دائماً بأن حل الدولتين جيد لأمن إسرائيل، ولن نفعل أي شيء يمس بهذه القناعة».
وتابع نايدس: «نأمل أنه عندما تبدأ الحكومة الجديدة بالعمل ستدرك أن موقفنا واضح جداً. نحن لا نؤيد ضم مناطق ولا نؤيد توسيع مستوطنات تبعدنا عن حلم الدولتين. هذه هي سياستنا. وبالمناسبة، هذه سياسة الإدارة السابقة أيضاً. وسنعمل مع رئيس الحكومة من أجل ضمان تمسكنا بالتزامنا بإبقاء حل الدولتين على قيد الحياة».
يذكر أن الوفد الأميركي امتنع عن لقاء الوزيرين بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير، باعتبار أنهما متطرفان. لكن نايدس قال إنه شخصياً لا يقاطع أي أحد. وأضاف: «بالطبع سأتحدث مع أي عضو في الحكومة وقد تحدثت مع وزراء كثيرين، وأنا متأكد من أنه مع مرور الوقت سألتقي معظم الوزراء».

اقرأ ايضاً
تمويل «الخسائر والأضرار»... اختراق مناخي تهدده «التفاصيل»

منبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى