الاخبار العاجلةسياسة

لوفيغارو: السم الروسي ينتشر ويضعف اللحمة بين باريس وبرلين

الحرب في أوكرانيا سم بطيء ينخر القوة الروسية من الداخل، ولكنه أيضا ينتشر في أوروبا لدرجة تهدد التلاحم الفرنسي الألماني، بل إن هذا الغزو أدى في أقل من عام إلى إضعاف هذه اللحمة التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي ومنحت أوروبا على مدى عقود معظم زخمها، والتي من دونها من المستحيل أن تتقدم.

بهذه المقدمة بدأ تحليل في صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية -بقلم إيزابيل لاسير- قالت فيه إن دول وسط وشرق أوروبا شككت منذ الأيام الأولى للحرب في التلاحم الفرنسي الألماني، ولم تعد تقبل قيادتهما، لتردد باريس وبرلين في دعم أوكرانيا، ورغبتهما في مواصلة الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت الصحيفة إلى أن دول أوروبا منقسمة بسبب الحرب إلى معسكرين، معسكر السلام الذي تمثله ألمانيا وفرنسا بالدرجة الأولى، وهو يدعو إلى إجراء مفاوضات بين الطرفين، حتى لو تخلت أوكرانيا مؤقتا عن جزء من أراضيها، ومعسكر النصر الذي تمثله دول شرق وشمال أوروبا، وهو يرى أن السبيل الوحيد لاستعادة الأمن في القارة هو فرض هزيمة عسكرية كاملة على القوات الروسية.

اقرأ ايضاً
مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال واعتقالات واسعة بالضفة

وقدم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عذر فرنسا وألمانيا، حيث لا تزال باريس تعتقد أنها يمكن أن تكون قوة “وسيطة” بين الطرفين، ودعمت أوكرانيا بتوازن لعدم إثارة “استياء” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتجنبا لتصعيد الحرب، أما ألمانيا، فقد “كانت تعتقد أن التجارة والتبادل يؤديان بالضرورة إلى السلام، وأن العولمة قرّبت بين البلدان، ولكن ذلك تبين أنه وهم في الحالة الروسية، وبالتالي أصبحت برلين ضحية خيارات الغاز والنفط السيئة، وعزلت فرنسا نفسها بحثا عن المصالحة.

وينظر اليوم في أوروبا الشرقية والشمالية إلى ألمانيا وفرنسا -حسب الصحيفة- على أنهما أضعف حلقات القارة فيما يتعلق بمساعدة أوكرانيا، خاصة أنهما الدولتان اللتان تستطيعان القيام بالكثير، حيث تتمتع فرنسا بجيش قوي وحضور دبلوماسي كبير، ولدى ألمانيا ثقلها الاقتصادي ودبابات ليوبارد التي تجعلها مفتاح تسريع المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن تستسلم ألمانيا في النهاية وتسلم دبابات ليوبارد لأوكرانيا، مدفوعة من واشنطن ولندن ووارسو، ألم يقل شولتز في باريس أمس إن “إمبريالية فلاديمير بوتين لن تنتصر”؟

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى