كان الكابوس الأكبر للحرب الباردة هو أن جيوش الدبابات الروسية العملاقة لن تسحق جيرانها القريبين فحسب، بل ستكتسح أيضا سهول شمال ألمانيا وتطوق المدن الغربية مثل هامبورغ وتحتجزها كرهائن، مما أربك كل حسابات الغرب حول تصعيد حذر.
والآن وقد وعد الغرب بتزويد أوكرانيا بجيش من دبابات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هناك نسخة جديدة من هذا الحلم المزعج وهو: هل ستخرج الحرب عن نطاق السيطرة؟
في هذا السياق، يرى الكاتب روجر بويز في مقال له بصحيفة “التايمز” (The Times) البريطانية أن من الصعب ان يؤدي هذا العدد الصغير نسبيا من الدبابات، التي وعد بها الغرب، إلى تغيير في قواعد اللعبة.
وأضاف أن الحرب الحقيقية في أوكرانيا اليوم ليست معركة كورسك عام 1943، أكبر المعارك البرية التي حددت مسار ونتائج الحرب العالمية الثانية كما أنها ليست حربا وهمية.
والحقيقة، وفقا للكاتب، هي أن وفاء الغرب بوعده بتزويد أوكرانيا بـ200 دبابة أو أكثر بحلول الربيع لن يجعل أوكرانيا أفضل تسليحا من روسيا وبالتالي لن يتوقع أن يغير قواعد اللعبة إلا إذا تعاون الغرب على تمكين كييف من استغلال التكنولوجيا المتفوقة والدقة والقوة النارية لدبابات ليوبارد 2 إس الألمانية وتشالنجر البريطانية وأبرامز الأميركية، إذ من شأن ذلك أن يؤثر على ميزان القوى ويحطم الروح المعنوية الروسية في خط المواجهة.
وختم بويز مقاله بالإشارة إلى أن بوتين سيحاول تحويل أوكرانيا إلى نزاع آخر من صراعاته المجمدة، وأن هذا ما يتعين على الغرب محاربته بالدبابات والأسلحة الذكية، مهما كلفه ذلك كي لا يزهو الجيش الروسي بقوته الإمبريالية ويسحق روح المقاومة والفخر الوطني لدى الأوكرانيين ويقضي عليهما، ويتعين على الغرب أيضا عدم تسليم هذا البلد إلى دكتاتور انتقامي مزعج؛ الأمر الذي سيمثل هزيمة مخزية للغرب قاطبة وبداية عصر مظلم جديد.
