لوموند نقلا عن تحقيق تلفزيوني: البابا يوحنا بولس الثاني علم بقضايا انتهاكات جنسية وأخفاها

فجرت قناة “تي في إن” (TVN) البولندية جدلا كبيرا ببثها تحقيقا كشف أن البابا السابق يوحنا بولس الثاني كان على علم بقضايا الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال داخل الكنيسة البولندية من قبل تتويجه بابا على الفاتيكان عام 1978.

ونقل تقرير نشرته صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية عن صاحب التحقيق التلفزيوني ميكال غوتوفسكي قوله إن يوحنا بولس الثاني، وكان اسمه كارول جوزيف فويتيالا عندما كان كاردينالا وأسقفا بغراكوفيا جنوب بولندا، كان على علم بجرائم “بيدوفيليا” لكنه عمل على إخفائها، ونقل المتورطين من أبرشية إلى أخرى للتغطية على ما تورطوا فيه. وولد فويتيالا ببلدة فادوفيس ببولندا في 18 مايو/أيار 1920، وتوفي في 2 أبريل/نيسان 2005 عن عمر ناهز 84 عاما.

تغطية

وتحدث الإعلامي غوتوفسكي عن حالة قس أرسله فويتيالا إلى النمسا مع توصية إلى كاردينال فيينا، لكن من دون أن يكشف عن الاتهامات الثقيلة التي وجهت للقس البولندي. وأوضحت لوموند أن غوتوفسكي استمع خلال إعداده التحقيق المثير، للضحايا ولأقربائهم، وموظفين قدامى داخل الكنيسة، كما اطلع على وثائق الشرطة الشيوعية السرية التي كانت تسيطر وقتها.

ونجح الإعلامي في الوصول إلى وثائق كنسية تكشف بعض ما جرى، في حين رفضت الكنيسة البولندية تقديم الوثائق المرتبطة بالملف سواء للصحفي، أو للجنة العمومية التي حققت في جرائم جنسية ضد الأطفال.

وتحدثت الصحيفة الفرنسية عن رواية أحد الشهود الذي أكد أنه نقل إلى الكاردينال فويتيالا (يوحنا بولس الثاني لاحقا)، عام 1973، حالة قس متورط في اعتداءات جنسية ضد الأطفال، فطلب منه عدم نشر خبر عن ذلك، مؤكدا له أنه سيهتم بمتابعة القضية بنفسه.

كتاب

وقالت لوموند إن الكاتب الهولندي إيك أوفربيك سيصدر هذا الأسبوع كتابا سيسلط الضوء على عدة جرائم جنسية ارتكبت ضد الأطفال داخل الكنائس، وسيتضمن اتهامات فويتيالا.

واختير يوحنا بولس الثاني بابا للكنيسة الكاثوليكية عام 1978 كأول شخص غير إيطالي يصل للمنصب البابوي منذ 456 عاما، وكان يبلغ من العمر آنذاك 58 عاما.

وقد تميز بحضور قوي وحظي باهتمام كبير من وسائل الإعلام، وعمل على تطوير أساليب عمل الكنيسة وتعزيز مكانة الفاتيكان على المستوى الدولي، وقام ضمن هذا الإطار بحوالي 104 سفرات خارجية شملت 129 دولة مما جعل البعض يناديه بـ “البابا الرحال”.