اخبار العالم

حرب الیمن: أكثر الحروب عبثًا في القرن في المحطة الأخيرة

في ظل العديد من التطورات في العالم والمنطقة والجهود المبذولة لایقاف حرب اليمن، يمكن القول إن حرب القرن الأكثر عقمًا وكارثیة وتآكلًا سینتهي قبل دخول عامه التاسع.

إن حرب اليمن المدمرة، والتي ستدخل عامها التاسع خلال ايام معدودة، كانت الحرب الأكثر تدميراً وعديمة الجدوى التي شهدها العالم في القرن الماضي.

السعودية التي قادت التحالف العربي عام 2015 بضوء أخضر من الولايات المتحدة لمهاجمة اليمن، سعت لتحقيق أهداف طموحة لهذا العدوان الكبير، والتي كان احتلال اليمن في أسبوعين احدها. أسبوعان لم ينتهيا الى بعد 9 سنوات!

قبل كل شيء، تعتبر حرب اليمن رمزًا لانتهاك القيم الإنسانية وحقوق الإنسان بأسوأ طريقة ممكنة في العالم. من قصف المدارس والجنازات والأعراس وغيرها إلى القتل المتعمد للأطفال والرضع.

إحصائيات جرائم السعودية في حرب اليمن

نهاية حرب الیمن

وبحسب آخر الإحصائيات التي نشرتها منظمات حقوقية حول إحصائيات جرائم السعودية في اليمن، فقد استشهد حوالي 150,000 ألف مدني خلال 9 سنوات من التدمير على يد التحالف السعودي. وكان أكبر عدد من الشهداء والجرحى من النساء والأطفال، بينما مات 227,000 شخصاً بسبب المرض الناجم قلة الادوية والمرض.

يعتبر الأطفال أكبر ضحايا الحرب في اليمن، فبالإضافة إلى استشهادهم جراء قصف التحالف السعودي، يموت الكثير منهم بسبب سوء التغذية والأمراض الناجمة عن العقوبات والحصار القاسي الذي تفرضه السعودية على هذه البلاد. تشير المعلومات إلى أن أكثر من 70٪ من الأطفال الذين قتلوا في حرب اليمن تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

وبحسب منظمات حقوق الإنسان، فإنه حتى بداية عام 2022، وُلد أكثر من 600 ألف طفل مبتسر في اليمن، وذلك بسبب الظروف غير المواتية للأمهات وانتشار الأمراض المختلفة نتيجة القصف واستخدام أسلحة غير تقليدية.

كما تعاني المستشفيات اليمنية من نقص حاد في المرافق والتجهيزات الطبية وحتى الأدوية البسيطة بسبب الحصار الشامل الذي يفرضه التحالف السعودي وداعموه على اليمن.

يعاني ما يقرب من 3500 طفل يمني ممن ولدوا خلال الحرب من مشاكل في القلب.

نهاية حرب الیمن

كما قيل، تسبب استخدام التحالف السعودي للأسلحة غير التقليدية في حرب اليمن في انتشار أمراض مختلفة في هذا البلد، والتي يمكن ان نذكر السرطان كأحد اخطر انواعها.

وفقًا للدكتور مطهر المرو، رئيس دائرة الصحة في صنعاء، يوجد حاليًا 80 ألف مريض بالسرطان في اليمن، منهم 30 ألفًا على الأقل أصيبوا خلال الحرب.

لكن بسبب الحصار الخانق المفروض على هذا البلد، فإن مرافق علاج مرضى السرطان شبه معدومة، ويموت شخص واحد على الأقل في مركز الأورام اليمني كل يوم.

بالإضافة إلى ذلك، أصيب حوالي 700000 شخص بالكوليرا في اليمن، ويشكل الأطفال دون سن الخامسة 25٪ من هذا الاحصاء.

استهداف 7819 منشأة تجارية، ومهاجمة 774 مستودعاً غذائياً، واستهداف 4134 أرضاً زراعية، وقصف مستشفى صرواح الريفي بمحافظة مأرب، وقصف 130 نادياً ومنشأة رياضية، واستهداف 176 منشأة جامعية و 914 مدرسة ومركزاً تعليمياً، وانتهاك 344 منشأة صحية وطبية، كانت مجرد جزء من جرائم حرب اليمن ويمكن القول أن جميع البنى التحتية الحيوية في هذا البلد تقريبًا قد دمرت.

اقرأ ايضاً
الاتحاد الأوروبي يوافق على قواعد أكثر صرامة بشأن المهاجرين غير الشرعيين

تذلل السعودية لوقف حرب اليمن

نهاية حرب اليمن

ومع ذلك، وعلى الرغم من الخسائر البشرية والمادية العديدة التي لحقت بهم في هذه الحرب المدمرة، إلا أن اليمنيين أثبتوا حقيقة كبيرة للعالم أجمع، وكان ذلك يؤسس لقوة الردع والمقاومة ضد التحالف.

خلال السنوات الثماني الماضية، تمكن الجيش واللجان الشعبية اليمنية من الوصول إلى حدود التوازن العسكري ضد التحالف وسط حصار شديد وغياب شديد للمنشآت.

بينما منذ 4 سنوات، أصبحت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على مواقع الدول الأعضاء في التحالف السعودي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية نفسها، امراً شائعًا في العمليات العسكرية اليمنية.

تشير تقارير غير رسمية إلى أن السعوديين أنفقوا أكثر من 300 مليار دولار في حرب اليمن بدون أي نتائج. في الوقت الذي نأت فيه الإمارات بنفسها عن التحالف السعودي كأهم حليف للبلاد في الحرب اليمنية، مما دفع السعوديين إلى السعي علنًا للحصول على طريقة للخروج من الحرب في عام 2020.

العامل المهم الذي منع الحرب اليمنية من التوقف حتى هذه النقطة هو ضغط الولايات المتحدة لمواصلة الحرب، لكن بعد التغيير الواسع في المعادلات العالمية والإقليمية وتدخل الولايات المتحدة في أزمة الحرب في أوكرانيا وروسيا، لا يعتبر الأمريكيون استمرار الحرب في اليمن لصالحهم وليس لديهم الوقت الكافي لذلك.

من ناحية أخرى، تحركت التطورات في المنطقة أيضًا في اتجاهات مختلفة، حيث كانت النتيجة الأكثر وضوحًا لها تقليل اعتماد الدول العربية في الخليج على واشنطن، احد تلك التطورات كانت الأزمة الأوكرانية.

وعليه، أبدى السعوديون خلال الأشهر الماضية رغبة كبيرة في وقف دائم لإطلاق النار في الحرب، ولهذا الغرض توجه وفد سعودي إلى صنعاء وأجريت مفاوضات بين الجانبين.

نهاية حرب اليمن

نهاية حرب اليمن والسعودية

أهم شروط اليمنيين لإنهاء الحرب كانت حل القضية الإنسانية من خلال الرفع الكامل للحصار عن الأمة اليمنية ودفع تعويضات الحرب وإعادة فتح مطار صنعاء والإفراج عن سفن الوقود وغيرها، والذي يقال أنه تم الاتفاق عليه من قبل الجانب السعودي.

ومع ذلك، فإن دخول روسيا المباشر إلى خط الوساطة في حرب اليمن، وكذلك الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخرًا بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات الدبلوماسية برعاية الصين، قد عززت الآمال في وقف حرب اليمن قبل الذكرى التاسعة من نشوبها، حتى أن المصادر والمواقع الاخبارية أعلنت نهايتها.

بعد وقت قصير من الاتفاق بين إيران والسعودية، أعلنت الإمارات عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى صنعاء للتفاوض مع الحوثيين.

حيث أعلن عبد العزيز البكير وزير الإنقاذ الوطني اليمني، في إشارة إلى المفاوضات المباشرة مع الإمارات من أجل السلام، انتهاء الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن، والتوصل إلى اتفاق حول القضايا الإنسانية وتسليم الرواتب، وسيتم قريبا الإعلان عن نهاية الحرب بشكل رسمي.

ولكن هل هذه هي النهاية حقاً وهل سيدوم الاتفاق بين اطراف النزاع؟ هذا ما سوف نعرفه في الأيام القادمة

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى