تكنولوجيا

الهجمات الالكترونية على اسرائيل ودورها في بث الرعب

على الرغم من تطور النظام الصهيوني في إنتاج برمجيات التهكير وامتلاك المهارات المتقدمة، إلا أن الهجمات الالكترونية على اسرائيل وبالأخص ضد المؤسسات الأمنية والبنية التحتية لهذا النظام أصبحت الآن تشكل تهديدًا لوجوده.

على الرغم من التورط المكثف لاسرائيل في إنتاج برامج التهكير الأمنية، ورغم ادعاءات هذا النظام في مجال الأعمال السيبرانية حول العالم، الا ان الشبكات الإلكترونية والبنية التحتية لهذا النظام بها العديد من الثغرات والأخطاء الأمنية، مما أدى إلى العديد من الاختراقات السيبرانية و الهجمات الالكترونية على اسرائيل سواء ضد الكيانات الخاصة او الحكومية.

ضعف تل أبيب في التعامل مع الهجمات السيبرانية ليس بالأمر الجديد، وهذه القضية واجهت هذا النظام بالعديد من المشاكل والقضايا الأمنية منذ سنوات. إلى حد أن جامعة تل أبيب عقدت مؤتمرًا في عام 2015 بحضور كبار المسؤولين الأمنيين الاسرائيليين لإيجاد حلول لسد هذه الثغرات والتعامل معها.

نظرا لأهمية الموضوع، حضر بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، المؤتمر شخصيًا وأكد في خطابه أنه كلما زاد اعتمادنا على أجهزة الكمبيوتر، أصبحنا أكثر ضعفًا، لذلك ليس لدينا خيار سوى التعامل مع هذه الهجمات بطريقة أكثر انتظامًا ومنهجية.

الهجمات الالكترونية على اسرائيل
الهجمات الالكترونية على اسرائيل

بعد عقد هذا المؤتمر السيبراني، أنشأت اسرائيل مؤسسات ومنظمات أخرى مثل “Cybernetics Special Group” بمساعدة خبراء اسرائيليين. ومع ذلك، لم تسفر هذه الإجراءات عن أي نتائج حتى الآن، وأصبحت إسرائيل وبنيتها التحتية أهدافًا للاختراق والهجمات الإلكترونية حتى اكثر من السابق.

عصا موسى: اختراق كاميرات مراقبة المدينة

شنت مجموعة الهاكرز “عصا موسى” أكبر هجوم إلكتروني على الشبكات الأمنية والعسكرية والبنية التحتية للنظام الصهيوني في العام الماضي. وقد أعلنت هذه المجموعة رسمياً أن “هدفها هو محاربة ومقاومة الكيان الصهيوني وفضح جرائم الصهاينة في الأراضي المحتلة وإحداث أقصى قدر من الضرر بها من خلال الكشف عن أسرارها وغيرها من المعلومات الحساسة.

هجوم سيبراني على اسرائيل
هجوم سيبراني على اسرائيل

في فبراير 2022 اعلن فريق “عصا موسى” من انه تمكن من الوصول إلى شبكة الكاميرات الأمنية في شوارع إسرائيل وأن صورها بحوزته. وبينما كانت وسائل الإعلام الاسرائيلية قد التزمت الصمت بهذا الشأن بأمر من المؤسسات الأمنية، نشر فريق عصا موسى في قناته على التلغرام صورًا لكاميرات أمنية نشطة داخل الشوارع والميادين الاصلية في إسرائيل وحذرت الصهاينة. “قلنا من قبل أننا سنضربك من حيث لا تتوقعون”.

اختراق وزارة الدفاع الإسرائيلية

في الشتاء الماضي، وبالتزامن مع اليوم العالمي لحماية البيانات، قدم فريق عصا موسى مفاجأة للنظام الصهيوني. من خلال اختراق أنظمة الأمن المشددة التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية، قامت هذه المجموعة باختراق معلومات مئات من جنود الجيش من أسماء ورسائل إلكترونية وعناوين وأرقام هواتف، وملف يحتوي على المعلومات الأساسية للكتيبة القتالية المعروف باسم “كتيبة ألفون”.

بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الملفات التي تم اختراقها ملفات شخصية لمرشحين للانضمام إلى الأجهزة الأمنية، ومعلومات شخصية حساسة مثل الوضع النفسي والاجتماعي والاقتصادي لجنود الجيش في هذا النظام. كما قامت هذه المجموعة بإهانة الجيش والمؤسسات الأمنية الاسرائيلية بنشرها صورة لبيني غانتس، وزير الدفاع الاسرائيلي، على أجهزة الكمبيوتر التابعة للوزارة.

وفي نفس اليوم، أعلنت هذه المجموعة أيضًا عن اختراق كاميرات المراقبة ذات الحراسة المشددة حول شركة “رافائيل” وهي شركة صهيونية تنشط في مجال الدفاع الجوي والأسلحة العسكرية لجيش تل أبيب. كتب فريق عصا موسى باللغتين العبرية والإنجليزية أن هذه “مجرد بداية”، وأنه سينشر في المستقبل صوراً لمكتب ومقر إقامة المسؤولين.

اختراق وزارة الدفاع الإسرائيلية
اختراق وزارة الدفاع الإسرائيلية

كما أعلنت مصادر عبرية في آذار الماضي، عن اختراق معلومات “ديفيد بارني” رئيس جهاز المخابرات الصهيونية (الموساد). وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، نشرت مجموعة الهاكرز المعروفة باسم “الأيدي المفتوحة” مقطع فيديو على قناة تلغرام كشفت فيه وثائق سرية ومعلومات شخصية وتقارير مالية لرئيس الموساد. وبحسب المجموعة المجهولة، تم الحصول على البيانات التي تم اختراقها نتيجة لعملية استمرت ثماني سنوات من عدة أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك كبار المسؤولين في الأجهزة العسكرية والأمنية الحساسة في تل أبيب.

اقرأ ايضاً
هل تريد أن تتأكد من أمان حسابك؟ إليك الطريقة الأفضل

من الهجمات الالكترونية الاخرى يمكننا ان نذكر تهكير شركة “e-post” الصهيونية في مجال الخدمات البريدية واقتحام أنظمة الحاسوب لشركة “جولد باند” اللوجستية المسؤولة عن إدارة حوض بناء السفن التابعة للنظام الصهيوني. ان كثرة الهجمات السيبرانية على النظام الصهيوني وغيرها، ادت في النهاية إلى إقالة “إيغال أونا”، رئيس قسم الدفاع السيبراني في اسرائيل.

اختراق وسائل إعلام إسرائيلية

في ديسمبر 2022، أفادت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هجوم إلكتروني على مواقعها وحساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

أعلنت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن موقعها الإلكتروني تعرض للاختراق، وفي الوقت نفسه أعلنت صحيفة معاريف أيضًا أن حسابها على تويتر قد تعرض للاختراق.

نشرت قناة العربي القطرية صوراً حصرية تثبت اختراق كاميرات أمنية في مبنى صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية، فقد عرضت صوراً لمكتب تحرير هذه الصحيفة. وبحسب شبكة العربي، فإن هذا العمل قام به مجموعة من الهاكرز تدعى “قاصم”.

اختراق وسائل إعلام إسرائيلية
اختراق وسائل إعلام إسرائيلية

نشر الهاكرز صورة بيانية لهجوم صاروخي على موقع ديمونا النووي، حيث يتم إطلاق صاروخ من خاتم عقيق بقبضة محكمة على موقع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا.

أحدث الهجمات الالكترونية على اسرائيل

بالإضافة إلى فرق مثل عصا موسى و الأيدي المفتوحة وبلاك شادو وغيرهم ممن نظموا اوسع الهجمات الالكترونية على اسرائيل وبالأخص ضد بنيتها التحتية العام الماضي، تسللت مجموعات تهكير عراقية مؤخرًا أيضًا إلى الشبكات الداخلية لهذا النظام.

في نهاية أبريل، اعترفت شبكة القناة 9 الإسرائيلية بأنها كانت هدفاً لهجوم إلكتروني، وأن نشاط الشبكة تعطل وغير متاح لعدة ساعات. وبعد ساعات، أفادت صابرين نيوز أن مجموعة تسمى “الطاهرة” استهدفت قواعد وخوادم النظام الصهيوني بهجمات إلكترونية. هاجم قراصنة عراقيون النظام الصهيوني في اليوم التالي.

وفي هذا الصدد، أفادت قناة التلغرام صابرين نيوز أنه لليوم الثاني على التوالي، تعرضت المواقع الحكومية وخوادم النظام الصهيوني لهجمات إلكترونية من العراق.

أحدث الهجمات الالكترونية على اسرائيل
الهجمات الالكترونية على اسرائيل

وبحسب هذا التقرير، هاجم قراصنة موقع وخوادم مطار بن غوريون في تل أبيب. في نفس الوقت الذي نشر فيه هذا التقرير، أفاد موقع “نيو برس” نقلاً عن مصادر عبرية، أن الهجوم السيبراني للمتسللين العراقيين قد عطّل موقع بنك إسرائيل وموقع مطار بن غوريون.

وكانت مصادر صهيونية قد أعلنت في نهاية شهر مايو عن هجوم إلكتروني كبير على مواقع وخوادم هذا النظام.

وعقب هذا الهجوم الذي أعلن الإسرائيليون أن منشأه عراقي، تم إغلاق شركة “Igde”، أكبر شركة نقل في فلسطين المحتلة، وعلقت إمكانية تسجيل شحنات جديدة. كما أعلن الصهاينة توقف عمل محطة النقل العام الرئيسية وكذلك خدمات السكك الحديدية في الأراضي المحتلة.

هل الحكومة الاسرائيلية خائفة حقاً من الهجمات الالكترونية؟

في أعقاب الاختراق السيبراني الواسع النطاق للمؤسسات الأمنية التابعة للنظام الصهيوني، كشفت وسائل الإعلام التابعة لهذا النظام عن القلق المتزايد لسلطات تل أبيب في هذا الصدد.

هجمات الكترونية ضد اسرائيل
الهجمات الالكترونية على اسرائيل

في إشارة إلى حالات عديدة لهجمات المهكرين، وصفت صحيفة هآرتس “التهديد السيبراني” بأنه أحد أكبر التهديدات لوجود هذا النظام وكتبت أن الاسرائيليين لا ينتبهون بما يكفي لهذا التهديد وعلى الرغم من تفاخرهم بقوتهم السيبرانية، الا انهم في نفس الوقت يواجهون هجمات شديدة للغاية.

كما نشرت صحيفة “رأي اليوم” مذكرة بهذا الصدد كتبت فيها أن الهجمات الإلكترونية هي أخطر عدو مخفي يرعب النظام الصهيوني ويشل حركته. حرب المعلومات هي معركة تستنزف فيها معلومات وأموال العدو.

على الرغم من أن الحكومة المحتلة مجهزة بأحدث البرامج والأجهزة المكلفة للحماية من الهجمات الإلكترونية، يبدو أن هذه التكنولوجيا الحديثة لم تساعد الإسرائيليين كثيرًا، وأصبحت التهديدات الإلكترونية الآن تشكل تهديدًا لوجود هذا النظام بأكمله.

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى