الاخبار العاجلةسياسة

هل تفجر المشاركة الرسمية بـ”مسيرة الأعلام” الإسرائيلية الأوضاع في القدس؟

قال علي الجرباوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، إن “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية هي بمثابة مظاهرة لإثبات الوجود، تسعى من خلالها دولة الاحتلال لحسم الصراع بدل إدارته، وذلك عبر ضم أكبر كمية من الأراضي المحتلة، متوقعا حدوث تداعيات وتطورات جديدة لاحقا.

وأوضح -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/5/18)- أن ذلك يحدث في ظل “ارتعاد” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خوفا من انهيار حكومته التي لن يتاح له تشكيل أخرى بعدها، وذلك على خلفية تهديدات المشاركين فيها من اليمينيين المتطرفين بإسقاطها، ومن ثم فهو يتشبث باستمرارها عبر إرضائهم.

يأتي ذلك على خلفية مشاركة عدد من الوزراء في حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، يتقدمهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فيما يعرف بمسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس، والتي أثارت ردود فعل غاضبة بين الفلسطينيين وعلى المستويين الإقليمي والدولي، حيث حمّلت السلطة وفصائل فلسطينية حكومة نتنياهو مسؤولية تأجيج العنف.

دولتان لإسرائيل

وقال الجرباوي، إن إسرائيل باتت دولتين، إحداهما في حدود 48 والأخرى دولة مستوطنين تسعى دائما من خلال مثل هذه التحركات لضمان ضم أكبر كمية من الأراضي المحتلة لإسرائيل عبر فرض السيطرة عليها، وهو أمر ليس بالضرورة مضمون النجاح لوجود الكثير من الضغوط الداخلية والدولية ضده.

واعتبر أن هذه المسيرة هي بمثابة مظاهرة لإثبات الوجود، عبر رفع علم دولتهم، وهو أمر يتنافى مع ما يؤكده الاحتلال من أن القدس عاصمتهم الأبدية، ويثبت عدم وجود سيادة لدولة الاحتلال في القدس.

وعما إذا كانت المشاركة الرسمية في “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية، من شأنها أن تفجر الأوضاع، قال المحلل السياسي الفلسطيني، إن الوضع على الأرض في الحقيقة متفجر ولا يحتاج إلى تصعيد، فيوميا هناك اقتحامات إسرائيلية لمخيمات ومدن الضفة، لكن نتنياهو سيتفاجأ عند حدوث أول عملية في الضفة، بعد ظنه نجاحه في كبح جماح الفلسطينيين عبر عمليته الأخيرة بغزة.

اقرأ ايضاً
إنترسبت: عمليات سرية أميركية في أوكرانيا بقرار من بايدن

وأوضح أنه ربما لا مجال للاشتباك مع “مسيرة الأعلام” في ظل الواقع المفروض من قبل قوات الاحتلال بتفريغ القدس من الفلسطينيين، إلا أن تداعياتها ستشهد بالتأكيد استمرار الوضع المتفجر وحدوث تطورات جديدة لاحقا.

تغيير للحقائق

بدوره، قال رايان بول، محلل شؤون الشرق الأوسط في مركز ستراتفور للدراسات الإستراتيجية الأميركي، إن المشاركة الرسمية في “مسيرة الأعلام” تبعث رسالة بأن حكومة بنيامين اليمينية همها وهدفها هو ضم المستوطنات، وهي تحركات ضد وجهة النظر الأميركية والمطالب الدبلوماسية الدولية.

وأوضح في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” أن حكومة نتنياهو تريد أن تُبقي على قوة اليمين المتطرف في الكنيست، مستشهدا بتهديدات نواب اليمين بإسقاط الحكومة، وهي تسعى من خلال دعم “مسيرة الأعلام” بالمشاركة الرسمية إلى تغيير الحقائق على الأرض وفرضها.

ويرى المحلل الأميركي أن نتنياهو في هذه المرحلة أضعف مما كان عليه في السابق، وهو يحاول أن يتشبث باستمرار حكومته، وهو يدرك أنه إن لم يحسم هذه الجولة لصالح تطلعات المتطرفين في حكومته، سيخسر ائتلافه الحاكم ولن يجد شيئا يحميه من تهم ومحاكمات الفساد التي يواجهها.

وحول الموقف الأميركي من هذه التطورات، يرى بول أن القضية الفلسطينية لا تحتل مكانة كبيرة في أجندة الإدارة الأميركية الحالية، ولن يتجاوز موقفهم البيانات العلنية، كما لن يحاولوا فرض أي ضغوط ولا ليّ ذراع أي طرف في الصراع، والإدارة الأميركية ترى أن اللاعبين الإقليميين كمصر والأردن وقطر والسعودية، هم الأقدر على الحد من التوترات في المنطقة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى