اتهمت أوكرانيا باستهدافها.. ماذا سيحدث إذا ضربت محطة سمولينسك النووية الروسية؟
أفادت بعض القنوات على موقع تليغرام بأن القوات المسلحة الأوكرانية حاولت مهاجمة محطة سمولينسك للطاقة النووية باستخدام صواريخ “ستورم شادو” (Storm Shadow) البريطانية، فما العواقب المحتملة لإصابتها بالصواريخ؟
سؤال حاولت المحررة في موقع “نيوز ري” الروسي أوليسيا كازاكوفا الإجابة عنه، فنقلت في البداية عن قناة “ماش” على موقع تليغرام أن الدفاع الجوي الروسي أسقط في التاسع من يوليو/تموز الجاري عند الساعة الثانية مساء بتوقيت موسكو صاروخين من طراز “ستورم شادو” في مقاطعة بريانسك، أحدهما كان موجها نحو محطة سمولينسك للطاقة النووية.
ونسبت الكاتبة إلى حاكم مقاطعة بريانسك الروسية ألكسندر بوغوماز قوله إن ذلك الصاروخ تم إسقاطه في قرية بايتوش ولم تتمخض عنه أي إصابات، وكان موجها إلى سمولينسك الواقعة شمال المقاطعة.
وأبرزت كازاكوفا ردا على ذلك الاستهداف ما قاله ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي على قناته على تليغرام إنه في حال تبين أن صواريخ الناتو كانت تستهدف ضرب محطة الطاقة النووية فإنه يتعين على روسيا النظر في إمكانية اتخاذ رد فعل انتقامي.
وذكرت الكاتبة أن محطة سمولينسك للطاقة النووية تعتبر مؤسسة رائدة في المنطقة لكونها تنتج حوالي 20 مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء، أي أنها تؤمن أكثر من 75% من إجمالي الكهرباء التي تولدها منشآت الطاقة في منطقة سمولينسك، وتشغّل هذه المحطة 3 وحدات طاقة بمفاعلاتها.
تداعيات تفوّق تشرنوبل
وفي تقييمه لعواقب الهجوم الافتراضي على محطة الطاقة النووية، قال عضو أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية البروفيسور فلاديمير كوزنتسوف “تضم محطة سمولينسك للطاقة النووية 3 مفاعلات من نوع تشرنوبل، أي مفاعلات عالية الطاقة ذات قنوات بسعة ألف ميغاواط لكل منها لا تملك التحصين الواقي المناسب، وبناء على ذلك قد تكون عواقب انفجار هذه المحطة أسوأ بمراحل من انفجار تشرنوبل” التي وقعت عام 1986.
ووفقا لكوزنتسوف، إذا تم تدمير الغلاف المحكم أثناء تشغيل المفاعل بسبب القذائف فإن العواقب ستكون وخيمة جدا، يمكن أن تغطي سحابة التلوث الإشعاعي مئات الكيلومترات حول المحطة، مشيرا إلى صعوبة تقديم توقعات دقيقة بشأن هذه المسألة نظرا لاعتماد المسألة على الظروف الجوية مثل هبوب الرياح واتجاهها.
هل يمكن أن يشمل ذلك موسكو؟
يرى كوزنتسوف أنه في حال الهجوم على محطة سمولينسك للطاقة النووية فإن موسكو تقع في منطقة الخطر لأن ذلك يهدد بفقدان منشآتها لإنتاج الطاقة.
وأضاف أن “المسافة الفاصلة بين موسكو ومحطة سمولينسك تقدر بـ4 ساعات بالسيارة، موسكو محاطة بمحطات الطاقة النووية، وإلى جانب محطة سمولينسك للطاقة النووية في جنوب غرب العاصمة توجد محطة كورسك للطاقة النووية في الجنوب ومحطة كالينين للطاقة النووية في الشمال الغربي بمنطقة تفير”.
ووفقا لكوزنتسوف، تواصل روسيا تشغيل 8 مفاعلات عالية الطاقة ذات قنوات في محطات مختلفة، مضيفا أن “هذه المفاعلات أُطلقت لأن البلاد كانت بحاجة إلى الكهرباء ونظرا لكونها أرخص من مفاعلات الطاقة المائية، كما أن عمر البعض منها يزيد على 50 عاما.
وفي كتابه “تشرنوبل المجهول” يقول كوزنتسوف “كنت أعمل في وحدة الطاقة الثالثة في محطة تشرنوبل للطاقة النووية، لطالما أصررت على ضرورة إيقاف تشغيل هذه المفاعلات، لكن البلاد بحاجة إلى الطاقة، ومحطات الطاقة النووية تضمن توليد الطاقة وتحقيق عائدات، فيما إغلاق المفاعلات يحوّل المحطات إلى منشآت لا تجدي نفعا”.
لماذا تهدد كييف محطات الطاقة النووية؟
ذكر المحلل العسكري ميخائيل أونوفرينكو أن سلطات كييف تصعّد عمدا القضية النووية بعد فشل هجومها المضاد الذي مر شهر على انطلاقه، وذلك رغبة منها في صرف انتباه الرأي العام عن الواقع.
وحسب أونوفرينكو، ما يتعين الانتباه إليه اليوم ليس الحديث عن الضربات النووية وقصف محطات الطاقة النووية، بل التهديد بتصعيد متزايد على طول خط التماس.
وأضاف أونوفرينكو أن المواجهة العسكرية تحتد يوما بعد يوم بسبب ضخ الدول الغربية المزيد من الأسلحة إلى الجيش الأوكراني وتزويده بالذخائر العنقودية مع إمكانية تسليمه مقاتلات من طراز “إف-16” (F-16)، مشيرا إلى أن فشل القوات المسلحة الأوكرانية في جبهة القتال هو السبب الجذري لجميع التهديدات الأوكرانية الأخرى.