في غياب ترامب.. راماسوامي الفائز الأكبر في أول مناظرة بين المرشحين الجمهوريين
واشنطن- نجحت إستراتيجية المرشح الجمهوري الشاب فيفك راماسوامي (38 عاما)، التي تبنى خلالها مواقف وسياسات الرئيس السابق دونالد ترامب ودافع عنه، في دفعه لصدارة المتنافسين في أول مناظرة جمعت 8 مرشحين يتنافسون على بطاقة الحزب الجمهوري للترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية 2024.
وكال راماسوامي المديح لترامب، وتعهد بالعفو عنه في حال تمت إدانته في أي من القضايا المتهم فيها، وتحدى بقية المرشحين في التعهد بذلك علنا، قائلا إن “ترامب هو أفضل رئيس على الإطلاق في القرن 21”.
ولم يتصور أحد أنه، عقب المناظرة التمهيدية الأولى للحزب الجمهوري، سيتم الحديث عن رئيس تنفيذي سابق لشركة تكنولوجيا لم يكن معروفا من قبل، بل سخر الخبراء من ترشحه، لكنه فاجأ المشاهدين بالحصول على كثير من الاهتمام عن طريق جذب الانتباه خلال المناظرة.
وبدا راماسوامي واثقا للغاية من نفسه، واستطاع الرد بقوة على الهجمات التي تلقاها من مختلف المنافسين، كما نجح في إغضاب بقية المنافسين بسبب خروجه عن “النص الحزبي التقليدي”.
كان رجل الأعمال فيفيك راماسوامي (المرشح لأول مرة) الشخصية المركزية لمعظم المناظرة، إذ تشاجر مع مايك بنس نائب الرئيس السابق بسبب تجربته، ومع حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السفيرة السابقة بالأمم المتحدة نيكي هيلي بشأن السياسة الخارجية، ومع حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي بشأن الموقف من ترامب.
ولأنه وضع نفسه مدافعا عن ترامب، بدا راماسوامي -في بعض الأحيان- بديلا للرئيس السابق، الذي فضل عدم المشاركة في أول مناظرة.
داعم مطلق لترامب
وتعتمد إستراتيجية رجل الأعمال -الذي ولد في ولاية أوهايو لأبوين مهاجرين من الهند- على تبني سياسات ترامب في صورة متطورة وحديثة وشابة، ونجح في اللعب على وتر شباب الحزب الجمهوري الذي سئم الوجوه المألوفة على مدار السنوات الأخيرة.
وليست للمرشح راماسوامي خبرة سابقة في أي منصب منتخب، لكن له مواقف صارمة في ما يتعلق بحقوق حمل السلاح والحرية الدينية والقضايا الاجتماعية الساخنة، والقضايا الخارجية.
وصعد نجم راماسوامي سريعا خلال الأسابيع الأخيرة في حين لم يكن يعرفه أحد في الدوائر السياسة والإعلامية مطلع العام الجاري.
ودافع 7 مرشحين عن مايك بنس نائب الرئيس السابق، وقالوا إنه فعل التصرف الصحيح خلال أحداث السادس من يناير/كانون الثاني 2021، يوم الهجوم على مبنى الكابيتول، وأشادوا كذلك بدوره في فرز وتسجيل نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والتصديق عليها رسميا في الكونغرس.
وأشار بنس إلى إن ترامب طلب منه عدم القيام بذلك، إذ قال: “طلب مني أن أضعه فوق الدستور، واخترت الدستور”، وفي الوقت الذي نال فيه بنس استحسان المتنافسين، خرج راماسوامي عن الإجماع، وكرر دعمه لموقف ترامب.
هجوم المرشحين
ومع غياب ترامب عن مناظرة أمس الأربعاء، لم يستهدف معظم المشاركين في المناظرة حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، أو مايك بنس نائب ترامب السابق، أو أي مرشح شغل منصبا منتخبا على الإطلاق، بل استهدفوا الوافد السياسي الجديد راماسوامي.
فجاءت الضربة الأولى لرجل الأعمال الشاب من بنس، الذي قال له: “فيفك، لقد قلت مؤخرا إن الرئيس لا يستطيع فعل كل شيء، لكن ذلك غير صحيح، لقد كنت في البيت الأبيض، وكان على الرئيس أن يواجه ويتعامل مع كل أزمة تواجه أميركا”.
بدوره، هاجم حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي إجابات راماسوامي، وشبهه بالآلة التي ترد على الأسئلة بواسطة “شات جي بي تي”، كما سخر كريستي من سؤال لراماسوامي، وقال “أنت مثل باراك أوباما؛ طفل نحيف يحمل اسما مضحكا، لا يعرف أميركا جيدا”.
وبعد ذلك، لاحق بنس مرة أخرى راماسوامي، عندما قال رجل الأعمال الشاب: “نحن نواجه أزمة هوية وطنية”، عندها رد نائب الرئيس السابق بغضب، وقال “ليست لدينا أزمة هوية، نحن لا نبحث عن هوية وطنية جديدة”.
وبسبب رفض راماسوامي تقديم الدعم لأوكرانيا، التي لا يراها ذات أهمية للمصالح الأميركية، هاجمته السفيرة السابقة بالأمم المتحدة نيكي هيلي، وقالت: “أنت تختار أن تدعم قاتلا، بدلا من مساعدة دولة موالية لأميركا”، وأضافت “ليست لديك خبرة في السياسة الخارجية، وهذا واضح، ويظهر جليا”.
جدير بالذكر أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن راماسوامي يتقدم على المرشحين الآخرين الذين أمضوا، في بعض الحالات، عقودا في ردهات السياسة الأميركية.