تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في بداية 2024
كشف مسؤول إسرائيلي بارز عن تحقيق تقدم كبير في المفاوضات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، إن هذا التقدم جاء بعد ثلاث زيارات لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إلى السعودية.
وأضاف المسؤول أن المحادثات الأمريكية السعودية تتركز على إمكانية إقامة علاقات سعودية إسرائيلية علنية.
تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بشرط البرنامج النووي السعودي
تسعى السعودية إلى الحصول على مساعدة من الولايات المتحدة وإسرائيل في تطوير برنامج نووي مدني، وهو ما يثير خلافًا داخل إسرائيل، لأن ذلك هو الشرط الأساسي من اجل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن السعودية تطالب من خلال الصفقة التي تجري مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، بأن تبرم اتفاق تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المساعدة في تطوير برنامج نووي مدني سعودي.
ويسود خلاف بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل حول الطلب الأخير، ويعارض المستوى العسكري تخصيب يورانيوم في الأراضي السعودية، فيما لم يصدر عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رأيا في هذا الموضوع.
إلا أنه ألمح قبل يومين إلى أن إسرائيل لن توافق على أن يكون لأحد من جيرانها برنامج نووي.
إدارة بايدن تسابق الزمن لتحقق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل
تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى استكمال حملتها الدبلوماسية بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل قبل أن تستهلك حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية أجندة الرئيس، حسب ما نقلته “اكسيوس”.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن مثل هذا الاتفاق سيكون اختراقا تاريخيا في عملية السلام بالشرق الأوسط، لكنه يتطلب مصادقة الكونغرس الأمريكي بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن البيت الأبيض يعمل على إقناع كبار أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس، بشأن قضايا شائكة، تمهيدا لإبرام الاتفاقية.
وعقد مسؤولو البيت الأبيض، بقيادة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، اجتماعات مع مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، لإطلاعهم على تفاصيل المفاوضات الجارية بين السعوديين والإسرائيليين.
وفي إشارة إلى تقارب إسرائيلي سعودي في هذا الملف، ألمح وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إلى أن بلاده لن تعارض بالضرورة تطوير السعودية برنامجا نوويا مدنيا، مقابل تطبيع العلاقات بين الجانبين.
تصريحات وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي تثير الجدل
أثارت تصريحات وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، حول إمكانية موافقة إسرائيل على برنامج نووي مدني سعودي، جدلا واسعا في إسرائيل والسعودية.
وقال ديرمر، في مقابلة لشبكة “PBS” الأمريكية، إنه إذا لم تحصل السعودية على دعم أمريكي لتطوير برنامج نووي من الولايات المتحدة، فإنها ستحصل على دعم كهذا من الصين أو فرنسا.
وعلق مسؤول إسرائيلي تحدث إلى الصحيفة العبرية “يديعوت أحرونوت”، على تصريحات ديرمر، بالقول إن الأخير بالغ في أقواله، وإنه كان “متسرعا جدا”، مضيفا أن “إسرائيل لم توافق على برنامج نووي مدني سعودي”.
وتابع المسؤول نفسه، أن أطراف المحادثات في هذه الصفقة لم يبحثوا الموضوع الفلسطيني بعمق، ولا توجد مطالب عينية من إسرائيل بهذا الخصوص.
ورجح المسؤول أن تتركز الأمور في مساعدات اقتصادية للفلسطينيين، تقدمها السعودية والولايات المتحدة “وليس بالضرورة مطالب عينية من إسرائيل مثل تجميد البناء (في المستوطنات) والذي تعارضه إسرائيل، أيضا بسبب تركيبة الحكومة الحالية”.
في غضون ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الثلاثاء، إن البيت الأبيض لا يتوقع “الإعلان قريبا عن تقدم في المفاوضات” بشأن الصفقة التي تشمل تطبيع علاقات.
ورفض سوليفان، في إحاطة للصحفيين، التعليق على التقارير حول طلب السعودية الحصول على دعم أميركي لبرنامجها النووي الخاص لأغراض مدنية.
تصريحات سوليفان تثير التكهنات حول إمكانية التطبيع بين السعودية وإسرائيل
أثارت تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإسرائيل، جدلا واسعا في المنطقة.
وقال سوليفان، الثلاثاء، إن البيت الأبيض لا يتوقع “الإعلان قريبا عن تقدم في المفاوضات” بشأن الصفقة التي تشمل تطبيع علاقات، لكنه رفض التعليق على التقارير حول طلب السعودية الحصول على دعم أميركي لبرنامجها النووي الخاص لأغراض مدنية.
وأضاف سوليفان: “دعونا نترك الأمر للقنوات الدبلوماسية، بالطبع في هذا السياق سنحتاج إلى موقف لجنة الطاقة الذرية… وعندما يكون هناك شيء لأضيفه أو أعلن عنه، سأفعل ذلك”.
وتعليقًا على تصريحات سوليفان، قال مسؤول سعودي لوكالة “رويترز” للأنباء، إن السعودية “لا تزال ملتزمة بموقفها الثابت بشأن القضية الفلسطينية، وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يلبي حقوق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف المسؤول: “إن أي خطوات أخرى في هذا الصدد يجب أن تأتي بعد تحقيق تقدم في القضية الفلسطينية”.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم إلى معاهدة “إبراهيم” المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة، والتي أرست بمقتضاها دولة الاحتلال علاقات رسمية مع الإمارات والبحرين.
وجعل نتنياهو التطبيع مع السعودية “موضوعًا رئيسيًا” في حملته الانتخابية العام الماضي، ووعد بالبناء على “اتفاقيات أبراهام” التي توسطت فيها الولايات المتحدة
وفي عام 2020، أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب.
ويبقى الأمل الأمريكي، الذي لم يتحقق حتى الآن وهو أن يتم تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
المصدر: رأي الخليج + الجزيرة