خبير إسرائيلي: لماذا يقوض نتنياهو إستراتيجية بايدن في غزة؟
حاول أحد المستشارين السياسيين الإسرائيليين السابقين توضيح الكيفية التي يقوّض بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إستراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن لـ “اليوم التالي” في غزة ودوافع نتنياهو لهذا التقويض.
وركز نمرود نوفيك، العضو في “منتدى السياسة الإسرائيلية” وكبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء السابق شيمون بيريز، في مقال له نشرته “مجلة تايم الأميركية”، على توضيح أن نتنياهو، في سعيه لتقويض إستراتيجية بايدن أعلن معارضته للعنصر الرئيسي في الإستراتيجية، وهو تولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة.
السبب الحقيقي
وقال الكاتب إن معارضة نتنياهو لإستراتيجية واشنطن لا علاقة لها بمستقبل غزة ولا السلطة الفلسطينية ولا الضفة الغربية، بل بأمر أكثر أهمية بالنسبة لنتنياهو، وهو “مأزقه القانوني”.
وبعد أن عدد نوفيك عناصر إستراتيجية بايدن التي وصفها بأنها “مربحة للجانبين: الفلسطينيين والإسرائيليين” بعد حرب غزة، قال إن نتنياهو ألقى قنبلة سياسية بإعلان اعتراضه الثابت على إدارة السلطة الفلسطينية لغزة، محطما حجر الزاوية للإستراتيجية التي كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحاول حشد الدعم الإقليمي لها.
وقال الكاتب إن إستراتيجية واشنطن من شأنها إعفاء إسرائيل من الحاجة إلى حكم 2.2 مليون فلسطيني في غزة دون أن يكون هناك مخرج في الأفق، وتوفير أفق سياسي “موثوق به” للفلسطينيين، وبالتالي منع الضفة الغربية من الانزلاق إلى أزمة شبيهة بغزة، بالإضافة إلى تجهيز السلطة الفلسطينية للسيطرة على غزة في المستقبل، وكذلك بناء وتعزيز تحالف إقليمي قوي تقوده الولايات المتحدة لكبح التدخل الإقليمي لإيران ووكلائها، مع إحياء الحديث عن التطبيع مع إسرائيل.
إحباط وخيبة أمل
وأضاف نوفيك أن الجهود الأميركية لإقناع إسرائيل بالنظر في السياق، وليس فقط في الأبعاد العسكرية، لعملية غزة، انتهت بإحباط. وبالمثل، انتهت الدبلوماسية المكوكية لوزير الخارجية أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط واجتماع العاصمة الأردنية عمان مع وزراء الخارجية العرب في الأسبوع السابق، بخيبة أمل.
وأوضح أن نتنياهو، مستخدما أسلوبه المعتاد في تحويل الانتباه، قد ورط بلينكن في جدل لا نهاية له حول عدد الشاحنات التي تدخل غزة، وما قد تتضمنه حمولتها، ومدة وتواتر فترات التوقف الإنسانية، مشيرا إلى أن كل ذلك يهدف لتجنب مناقشة وضع غزة في اليوم التالي.
وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو قال للرئيس المحبط بايدن، ووزير الدفاع المندهش أوستن، والوزير بلينكن مرارا وتكرارا “ليس الآن.. الآن نحن نركز على تدمير حماس”.
نتنياهو مقتنع أكثر من غالبيتهم
وقال الكاتب إن البعض في واشنطن يبرر لنتنياهو بأنه لم يقتنع بضرورة الاستعداد منذ الآن لليوم التالي، والبعض الآخر يعرفه بشكل أفضل، ويقولون إنه مقتنع أكثر من غالبيتهم، لكنهم يبررون بأنه يخشى أن تكشف مناقشة اليوم التالي عن ضرورة أن تغير إسرائيل مسارها بشأن القضية الفلسطينية. وبما أن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف لن يسمحوا بذلك، فإن دفع مثل هذه الإجراءات سيكون سببا أكيدا لأزمة للائتلاف الحكومي.
ومع ذلك، يقول الكاتب إن ما هو على المحك ليس تماسك التحالف الحاكم، لأن الشركاء يمكن استبدالهم دون الحاجة إلى انتخابات جديدة، ومن المؤكد أن زمن الحرب يبرر مثل هذه الإجراءات الطارئة.
ويخلص نوفيك إلى أن ما هو على المحك شيء أكثر أهمية بالنسبة لنتنياهو، وهو “مأزقه القانوني”، وأنه على عكس هؤلاء الشركاء اليمينيين المتطرفين في الائتلاف، فإن من يحتمل أن يحلوا محلهم لن يمنحوه مخرجا تشريعيا أو غير ذلك قبل أن تأخذ محاكمته بتهم الفساد مجراها ويصدر في حقه حكم قضائي.