الاخبار العاجلةسياسة

بزعم “التحريض على الإرهاب”.. الاحتلال يتوعد مدارس فلسطينية بالقدس

القدس المحتلة- استغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة، لمحاربة التعليم الفلسطيني في القدس، حيث أجرت لجنة برلمانية في الكنيست (البرلمان) مؤخرا، مشاورات لفحص إمكانية إغلاق المدارس الفلسطينية بالقدس بزعم “التحريض على الإرهاب” في زمن الحرب.

وتأتي المشاورات الإسرائيلية التي تعتمد في إجراءاتها على حالة الطوارئ، في حين أقدمت شرطة الاحتلال مطلع الأسبوع الحالي على إغلاق مدرسة ورياض الأقصى الإسلامية بالقدس القديمة المتاخمة لباب حطة.

وفعلت ذلك بذريعة “التحريض على الإرهاب” من خلال منهاج التدريس الفلسطيني المعتمد، ومشاركة الطلبة بالمواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية.

وتهدد سلطات الاحتلال بإغلاق 3 مدارس توجد بباحات المسجد الأقصى، وهما ثانوية الأقصى الشرعية للذكور، وثانوية الأقصى للإناث اللتان تتبعان لدائرة الأوقاف الإسلامية، ومدرسة ورياض الأقصى وهي خاصة، حيث يتعلم، في كل مدرسة، مئات الطلبة المقدسيين من البلدة القديمة.

القدس-مدارس الأقصى في المسجد الأقصى-22 نوفمبر 2023 خاص بالجزير نت
مدارس ورياض الأقصى جزء من المسجد الأقصى وطلابها يتعرضون لمضايقات الاحتلال (الجزيرة)

مزاعم إسرائيلية

وتضاف هذه الممارسات إلى رفض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، تمويل الخطة الخماسية، وهي خطة تخص طلبة الثانويات من القدس الشرقية لتشجيع الشبان والشابات على الانخراط في التعليم الجامعي والأكاديمي.

واعتُمدت الخطة سابقا منذ العام 2018، وكانت تُرصد لها ميزانية بقيمة 250 مليون شيكل (68 مليون دولار)، وتمول بأموال دافعي الضرائب المقدسيين.

وناقشت اللجنة الفرعية للجنة التربية والثقافة والرياضة بالكنيست، المشرفة على برامج التعليم في جهاز التعليم في القدس الشرقية، الأربعاء الماضي ما وصفته “بالمضامين التحريضية” التي تُدرس في المناهج والكتب خلال الحرب، وتصاعد مظاهر التحريض والتماهي مع الفلسطينيين في غزة.

ولتبرير تهديدات إسرائيل إغلاق المدارس والروضات الفلسطينية، زعم مندوب شرطة الاحتلال سامي مارسيانو، خلال مداولات اللجنة الفرعية، ضلوع طلبة المدارس الفلسطينيين في التحريض والاحتجاجات وتنفيذ هجمات ضد عناصر الأمن والمستوطنين بالقدس الشرقية.

ومنذ بداية العدوان على غزة، اعتقلت شرطة الاحتلال 620 فلسطينيا من منطقة القدس منهم 250 اعتقلوا بتهم التحريض وغالبيتهم العظمى من القاصرين، واتُهم 9 من طلبة المدارس بتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية.

وقال مارسيانو “نحن نواجه مثيري شغب لا تتجاوز أعمارهم الثامنة من العمر”، وفق تعبيره.

من جانبه، قال رئيس اللجنة عضو الكنيست عن حزب الليكود، أميت هاليفي، “يتلقى الطلاب في المدارس التي تشرف عليها دولة إسرائيل تحريضا منتظما. يجب أن يكون هناك تغيير كامل في السياسة”.

وأفاد، “نريد أن نعرف ما موقف وزارة التربية والتعليم تجاه المدارس الفلسطينية التي تلقت تحذيرات على مر السنين، بما فيها المدارس الـ7 التي تم العثور فيها على مواد تحريضية خطيرة، أريد أن أعرف ما هو إجراء الوزارة في حالة مدرسة الراشدية، التي خرج منها الإرهابي الذي قتل إلياهو كاي”.

القدس-مدارس الأقصى في المسجد الأقصى-22 نوفمبر 2023 خاص بالجزير نت
طلبة مدارس القدس متهمون بالضلوع في التحريض والاحتجاج ضد الاحتلال (الجزيرة)

تحريض إسرائيلي

واضاف هاليفي، “لقد حان الوقت لكي تتعامل دولة إسرائيل مع هذه البنية التحتية التعليمية، التي تحتوي على التحريض على الإرهاب، البندقية لا تطلق النار وحدها، إنها تطلق النار من الرأس، ومن القلب”.

وأشار أعضاء اللجنة إلى ضرورة أن يناقش الكنيست واللجان البرلمانية ذات الصلة، موضوع تأثيرات المناهج والبرامج الدراسية في مدارس القدس الشرقية في أسرع وقت ممكن في ظل الحرب على غزة.

وبحسب المعطيات التي وردت خلال مناقشات اللجنة البرلمانية، فمن بين 100 ألف طالب في مدارس القدس الشرقية، هناك 20 ألف طالب يدرسون في مدارس السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، حيث لا تمولهم إسرائيل، لكن قانون الإشراف والرقابة الإسرائيلية ينطبق عليهم.

اقرأ ايضاً
التحفظ الأميركي على حكومة نتنياهو ماذا يفيد الفلسطينيين؟

وخلال المناقشات، تم عرض معطيات بشأن التحريض المزعوم من قبل الطلاب في مدارس القدس الشرقية خلال الحرب على غزة، وفق ما جاء في مناقشة اللجنة التي حذرت من اتساع ما سمته “ظاهرة التحريض بين القاصرين في القدس الشرقية”.

واطلع أعضاء اللجنة البرلمانية على المواد المكتوبة التي قدمت لهم والتي تضمنت “ألفاظا تحريضية”، بحسب مزاعم شرطة الاحتلال. وعلى سبيل المثال ادعت الشرطة أنه كتب في منشور أرسل للطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، “إلى غزة الأبية نكتب أجمل كلماتنا”.

وكتبت هذه الكلمات ضمن “مشروع النصر” لمدرسة في الشيخ جراح، وفي إطار المشروع، أشاد طلاب المدرسة العربية الأميركية قبل أيام بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك تنفيذا لتعليمات الكادر التعليمي، بحسب ما ورد في مداولات اللجنة.

وتشن سلطات الاحتلال حربا على المنهاج الفلسطيني في مدارس القدس الشرقية، منذ مطلع العام الدراسي الحالي في سبتمبر/أيلول الماضي، بالاستعانة بعناصر الشرطة الذين ينتشرون قبالة المدارس ويفتشون حقائب الطلاب والطالبات ويصادرون كتب المنهاج الفلسطيني.

اقتحام وتحريف

وبتفويض من وزارة المعارف الإسرائيلية، تقتحم شرطة الاحتلال المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية، للتحقق من عدم تدريسها المنهاج الفلسطيني، وهددت الوزارة في رسالة رسمية بسحب الترخيص من المدارس، في حال ثبت أنها تدرس هذا المنهاج الذي تطبعه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

وأجبرت وزارة المعارف الإسرائيلية جميع المدارس بالقدس الشرقية على اعتماد كتب المنهاج الفلسطيني التي حرفتها وأجرت تعديلات عليها وشطبت أي مضامين تعتبر أنها “تحرض على الإرهاب”، واستبدلت بها فقرات ومواد تروج للرواية الإسرائيلية.

وأشرفت بلدية الاحتلال في القدس وبتفويض من هذه الوزارة على تحويل وتوزيع كتب المنهاج الفلسطيني المعدل والمحرف على المدارس في القدس الشرقية.

كما أجبرت إدارات المدارس على تسلم الكتب المعدلة والتوقيع على تسلمها وتوزيعها على الطلبة، كونها لا تحتوي على “مضمون تحريضي ضد دولة إسرائيل”، وفق ما ورد في رسالة الوزارة الرسمية.

وفي العام الدراسي الماضي، سحبت سلطات الاحتلال وبذريعة “التحريض على الإرهاب” بالكتب الدراسية، الترخيص الدائم من الكلية الإبراهيمية، و6 مدارس، تابعة لشبكة مدارس “الإيمان”.

ومنحت هذه المدارس ترخيصا ‏مشروطا لمدة عام واحد، لتصحيح مضامين كتب التدريس ومحتوياتها، بما يتماشى مع التعليمات الإسرائيلية، ‎وهددت بإغلاقها إذا ضبطت وهي تدرس المنهاج الفلسطيني.

150 مدرسة

ويوجد في القدس الشرقية نحو 150 مدرسة تخضع لإدارات متعددة، منها تابعة لبلدية الاحتلال، وأخرى لجهات خاصة سواء للكنيسة أو دائرة الأوقاف الإسلامية، ومدارس تابعة للسلطة الفلسطينية، ومدارس (الأونروا).

وتخضع 70% من المدارس في القدس الشرقية إلى سلطة وبلدية الاحتلال، حيث يجري تمويل وترميم وصيانة المدارس، وتشغيل الطواقم من المديرين والمعلمين والمعلمات بميزانيات من وزارة المعارف الإسرائيلية.

ودأبت سلطات الاحتلال على توظيف سلاح التمويل والميزانيات لاحتواء المدارس الفلسطينية في القدس وترويض طلاب المدارس وطالباتها، وسلخهم عن الشعب الفلسطيني وإبعادهم عن ديمومة الصراع على المسجد الأقصى. بيد أنها فشلت في هذه المساومة، ولجأت إلى إغلاق المدارس من مرحلة جيل الطفولة المبكرة حتى الثانوية.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى