اخبار العالم

ازدواجية المعايير الغربية تذهل شعوب العالم (فيديو)

ان الحرب على غزة كشفت عن ازدواجية المعايير الغربية امام شعوبها، بعد ان كانت تدعي الحقوق الحصرية للأنسانية/ فما كانت ردود الفعل الدولية والشعبية على ذلك؟

اتهمت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان الحكومات الغربية التي تدعم الغزو الإسرائيلي لغزة باتباع معايير مزدوجة.

وقال الأمين العام للمجموعة، أنييس كالامارد إن الدول الغربية تدعم أوكرانيا بحق لأنها تعرضت للغزو الروسي، لكنها لا تدعم غزة عندما تغزوها إسرائيل.

حيث قالت “إن ذلك يعكس ازدواجية المعايير الغربية: فالكتلة الغربية تطالبنا جميعا بالاندفاع للدفاع عن أوكرانيا كما ينبغي، لأن أوكرانيا تعرضت للعدوان من قبل روسيا وهم يعانون بشكل لا يصدق في أوكرانيا، ويطلب منا في الوقت نفسه ألا نتحرك بشأن القصف المتعدد والمعاناة المطلقة لشعب غزة.

واضافت “إن ازدواجية المعايير الغربية تشكل بالنسبة لي التهديد الأكبر لحقوق الإنسان في الوقت الحالي”.

اتهامات بـ ازدواجية المعايير الغربية

ازدواجية المعايير الغربية

انتقد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ازدواجية المعايير الغربية بعد ان سقط القناع عن وجهها. اليكم بعضاً من تلك الانتقادات:

ازدواجية المعايير الغربية

قالت بيانكا جراولاو:

أنا مرتبكة! عندما رد الأوكرانيون على الهجوم بعد الغزو الروسي، احتفت الولايات المتحدة بهم. وعندما يفعل الفلسطينيون الشيء نفسه ضد الاحتلال الإسرائيلي، فإنهم يتعرضون للإدانة.

قم بتصفية الدعاية من خلال هذه العدسة: ستختار الإمبراطورية الأمريكية دائمًا أحد الجانبين بناءً على مصالحها الخاصة.

بينما قال آرون باستاني، وهو صحفي يساري بريطاني، على قناة إكس إن هناك “معايير مزدوجة واضحة في تأييد الإرهاب ضد أهداف مدنية في أوكرانيا… وإدانة الفلسطينيين له”.

وقال العديد من المستخدمين إن الدبلوماسيين ووسائل الإعلام الغربية تدعم الأوكرانيين الذين يدافعون عن أرضهم، لكنهم يصفون الفلسطينيين الذين يقاتلون ضد إسرائيل بأنهم “إرهابيون”.

من ناحية اخرى تم مشاركة رسم توضيحي لوجه امرأة، بعين واحدة مغلقة بجانب العلم الفلسطيني، وعين مفتوحة بجانب العلم الأوكراني، كرمز لـ ازدواجية المعايير الغربية المزعومة في كيفية النظر إلى الصراعين.

ازدواجية المعايير الغربية
ازدواجية المعايير الغربية

بل وقد وصلت ازدواجية المعايير الغربية الى ابسط الأمور، مثل منع رفع العلم الفلسطيني. في هذا الصدد انتشر فيديو شهير في بريطانيا عن رجل يسأل المشاهدين عن المنطق حول منع علم فلسطين.

ازدواجية المعايير الغربية

من اين بدأت ازدواجية المعايير الغربية والى اين تذهب

إن مناقشة ازدواجية المعايير الغربية ليس امراً جديداً، ولكنها اصبحت علنية بعد الاحداث الاخيرة.

في الواقع، بدأ هذا المعيار المزدوج عندما كانت الدول الأوروبية تحاول استعمار أراض أخرى، وباستخدام أدوات الحرب النفسية الخاصة بها، حاولت تغيير عقلية المجتمع الدولي بطريقة تجعل عامة الناس يعتقدون أن الناس الذين يعيشون في هذه الأراضي، هم متوحشون وليس لهم الحق في الحياة، أو أن قتلهم ليس مهما بل وربما يفيد البشرية.

اقرأ ايضاً
صواريخ تستهدف القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار

والآن تدور نقاشات كثيرة حول من أدخل هذه السياسة أو الفكر إلى مجال السياسة الأوروبية.

ويعتقد البعض أن هذه المواضيع ابتدعها بعض الفلاسفة السياسيين الأوروبيين، ويعتقد البعض الآخر أن كنيسة القرون الوسطى أدخلت هذه العقلية في السياسة، بل ويعتقد البعض أن هذه السياسة تعلموها من بعض الفلاسفة العرب الذين أسرهم الفايكنج.

نعتقد أن هذا التفكير كله ينبع من الفلسفة اليهودية التي تعتبر اليهود متفوقين على المخلوقات وتقدم الباقي على أنهم بوهيميين (أقل من الحيوانات).

ولو لاحظتم أن بعض الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين تحدثوا في الأسابيع الماضية عن آرائهم تجاه الشعب الفلسطيني من أجل تبرير المذبحة التي يتعرض لها الشعب في غزة.

قبل عام فقط قال جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن أوروبا جنة وحديقة خضراء والدول الأخرى عبارة عن غابات للتعبير عن نظرة الدول الغربية تجاه الآخرين.

وبعد بدء العمليات الروسية الخاصة في أوكرانيا، لاحظنا بوضوح شدة هذا الرأي بين الدول الغربية وشاهدنا ما هي العقوبات التي فرضوها على الأمة الروسية في وقت قصير للغاية، بل وحتى انهم منعوا الحيوانات الروسية من المشاركة في المسابقات الدولية.

بل إنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك وبدأوا في اغتصاب ممتلكات الروس في جميع أنحاء العالم، وحتى في فترة قصيرة من الزمن أقنعوا المحكمة الدولية بالمطالبة باتهام الرئيس الروسي.

ازدواجية المعايير الغربية
ازدواجية المعايير الغربية

هل يحق لهم الحديث بعد هذا؟

إذا أردتم أن أحسب سلوكهم تجاه روسيا، فسيكون طويلاً للغاية، لكن النقطة الأساسية في هذه القصة هي أنهم زعموا أن كل ما يفعلونه يستند إلى القوانين واللوائح الدولية وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

لكن اليوم نرى أنه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة تم ذبح أكثر من 15 ألف مدني، وإصابة أكثر من 50 ألف مدني، دون وجود أي ردة فعل من الدول الغربية تجاه عدم توقف إسرائيل عن استهداف المستشفيات، أو المدارس، أو المساجد، أو الكنائس، أو التجمعات المدنية، أو مراكز الأمم المتحدة، أو قطع المياه والكهرباء، ومنع وصول الأدوية والغذاء إلى الفلسطينيين، وغيرها.

ورداً على ذلك، قام بعضهم، مثل رئيس الولايات المتحدة، ورئيس الوزراء البريطاني، والألماني، وغيرهم، بدعم هذه المذابح وانتهكوا جميع المعايير واللوائح الدولية.

نرى هذه الأيام العشرات من الأسرى الفلسطينيين يخرجون من السجون الإسرائيلية، وهم عموماً دون السن القانونية، وبعضهم حتى في سن التاسعة، وأكرر، تم اعتقالهم في سن التاسعة وظلوا في السجن لمدة حوالي عشر سنوات دون أي محاكمة، مثل العديد من النساء و كبار السن.

كلهم يدركون جيداً أن قصة الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين تعود إلى ما قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ويكفي أن ننظر إلى السجناء الذين يطلق سراحهم لنعرف أي جهة هي المسؤولة عن هذه القصة برمتها.

فهل الاستهداف المتعمد للصحفيين وسيارات الإسعاف واعتقال الطواقم الطبية الذين استمروا في خدمة المرضى بسبب القسم وتحدوا الأوامر الإسرائيلية بترك المرضى، يستند إلى نفس المعايير الأوروبية والغربية؟

وماذا عن اغتيال ومذبحة الآلاف من المدنيين الأبرياء؟
عندما يسمحون لإسرائيل بانتهاك كافة القوانين والأنظمة الدولية وحقوق الإنسان والأعراف وغيرها، واعتقال الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في وضح النهار وسجنهم دون محاكمة بحجة رد العدوان، هل يبقى لهم الحق في أن يتحدثوا عن دول أخرى؟

المصدر: الجزيرة + رأي الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى