الاخبار العاجلةسياسة

خبراء يكشفون أسباب تفاؤل بايدن بوقف قريب لإطلاق النار في غزة

واشنطن- رغم اتساع الهوة بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وإسرائيل حول تفاصيل اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.

وسُئل بايدن في أثناء زيارة إلى مدينة نيويورك عن الموعد المحتمل لبدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فأجاب “مستشاري للأمن القومي يقول لي نحن قريبون، ولم ننته بعد. وآمل أنه بحلول الاثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار”.

وكان بايدن قد صرح الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة تعمل على التفاوض على صفقة محتجزين بين إسرائيل وحماس تهدف إلى وقف القتال في غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل، والإفراج عن عشرات المحتجزين والأسرى الإسرائيليين، والسماح بدخول كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية.

وقال بايدن إن الاتفاق “سيجلب فترة هدوء فورية ومستمرة إلى غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل، ويمكننا بعد ذلك تخصيص الوقت لبناء شيء أكثر استدامة”.

وفي ظهور تلفزيوني في برنامج “توك شو كوميدي” بُثّ فجر يوم الثلاثاء على شبكة “إن بي سي” NBC، قال بايدن إن “إسرائيل ستكون مستعدة لوقف هجومها خلال شهر رمضان إذا تم التوصل إلى اتفاق”.

تفاؤل وتحفّظ

ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهر بايدن دعما غير مسبوق لإسرائيل، لكنه غير من لهجته، وزاد انتقاداته لطريقة إدارة إسرائيل لعملياتها العسكرية، ووصفها بأنها “فوق الحد”.

وفي وسط استعداد إسرائيل لبدء عملية اقتحام بري في مدينة رفح، حيث يقدر أن أكثر من مليون نازح فلسطيني لجؤوا إليها بعد فرارهم من القتال في أماكن أخرى بمدينة غزة وشمال القطاع، حذّر بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مغبة القيام بذلك.

ولكن نتنياهو صرّح لبرنامج “واجه الأمة” يوم الأحد الماضي بأن صفقة المحتجزين ستؤخر عملية رفح، وقال إن إسرائيل ستمضي قدما في العملية في وقت لاحق.

وأكد مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية في مؤتمرات صحفية، أمس الثلاثاء، أن المفاوضات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار مستمرة، لكنهم رفضوا تقديم تفاصيل حول جوهر المحادثات أو الجداول الزمنية المحتملة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إنه تم إحراز “تقدم كبير” تجاه التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي للسماح للرهائن بمغادرة غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وأضاف كيربي “نحن نبني على هذا التقدم هذا الأسبوع، ويظل الرئيس وفريقه منخرطين على مدار الساعة مع شركاء متعددين في المنطقة، ولكن كما قال الرئيس خلال الـ24 ساعة الماضية أو نحو ذلك، لا يوجد اتفاق حتى الآن. وهناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به”.

وأشار كيربي إلى أن وقف إطلاق النار “من المأمول” أن يسمح بهدنة مدتها 6 أسابيع، وهي فترة أطول بكثير من فترات التوقف السابقة في القتال.

تحركات دبلوماسية لا أكثر

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، أن ما يقوله بايدن، و”بافتراض صحته”، لا يعد أكثر من “حل صغير في مشكلة أكبر بكثير، وهي بالطبع التدمير الشامل لغزة”.

اقرأ ايضاً
غزة تحكي قصتها في باريس.. شهادات مؤثرة ودعوات للتحرك

وقال دان إن “الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مطلب وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى في غزة في مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من فبراير/شباط الحالي، وواشنطن ليست مستعدة بعد للحل الحقيقي، والحل الذي يليه، وهو دولة فلسطين المستقلة، وكل ما يترتب على ذلك هو حركات دبلوماسية، لا مفاجآت هناك”.

في حين أشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، الذي سبق له العمل في قنصلية بلاده بالقدس، إلى أن بايدن يغير موقفه اعتمادا على تطورات الأحداث واتجاهها.

وفي حديث للجزيرة نت، قال السفير ماك إن “الرئيس بايدن بطبيعته شخص يميل إلى أن يكون متفائلا. على الأقل، اكتشف أن إظهار التفاؤل كان جيدا لصورته في السياسة الداخلية الأميركية”.

وعلى النقيض من ذلك، انتقد السفير ماك موقف نتنياهو، وقال إنه يعتبر “الإدارة الأميركية والحكومات سُذجا ومبالغين في التفاؤل”.

وقال “من الآن وحتى الاثنين المقبل، قد نجد أن الحكومة الإسرائيلية لا تقبل شروط الصفقة التي يضغط عليها شركاؤنا العرب في المفاوضات. أما بالنسبة لحماس، فسيجدون صعوبة أكبر في رفض صفقة من شأنها، أن تمنح سكان غزة بعض الراحة خلال شهر رمضان”.

وقال دانيال ليفي، وهو مسؤول حكومي إسرائيلي سابق ومفاوض، إن “تعليقات بايدن تعكس على الأرجح محاولة البيت الأبيض لدفع المحادثات قدما دون ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو”.

وقال ليفي لصحيفة وول ستريت جورنال “لا أرى ما هو سبب هذا التفاؤل، يستمر نتنياهو في الالتفاف والقول سندخل رفح، وإدارة بايدن لا تضيق الخناق على ذلك”.

في حين غرد الدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميلر -الذي عمل لسنوات طويلة في ملف سلام الشرق الأوسط- على منصة إكس منتقدا طرح بايدن، واعتبر أن ما قاله بايدن تأثيرات سلبية على مسار التفاوض.

وقال ميلر إن “القاعدة الأولى لأي مفاوضات هي ألا تظهر أبدا أنك في عجلة من أمرك. من المتوقع أن يُفْهَم أمل بايدن في التوصل إلى اتفاق، لكن التنبؤ بموعد محدد قادم يمكن أن يجعل طرفا أو أكثر يصمد أكثر، أو يقاوم الضغط”.

وقال دبلوماسي أميركي سابق للجزيرة نت، طلب عدم ذكر اسمه، إن “ما يقوله بايدن قد لا يكون له أساس في الواقع، وقد يعكس ارتفاع عمره، وقد يعكس فقدان لياقة الذهنية ما يقوله حيث يبدو أنه لم يميز بين التمنيات، وبين ما يجري على أرض الواقع في ظل رفض نتنياهو وحماس للأفكار محل التفاوض”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى