الاخبار العاجلةسياسة

اغتيال هنية وشكر.. واشنطن بين الترحيب والقلق

واشنطن- غلّف القلق والرضا معا رد الفعل الأميركي على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وقبله بساعات اغتيال فؤاد شكر أحد أهم قادة حزب الله العسكريين في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وقال مسؤول أميركي إن البيت الأبيض اطلع على تقارير اغتيال هنية، لكنه رفض التعليق على الفور. في حين ذكرت شبكة “سي إن إن” أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أعقاب اغتيال هنية، وقال إن بلاده “ليست على علم أو متورطة في اغتياله” وإنه لن يتكهن بتأثير ذلك.

خشية

وجاءت هذه الهجمات بعد مباحثات جمعت، الأحد الماضي في روما، مدير جهاز الموساد ديفيد برنيع مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل لمناقشة الاقتراح الإسرائيلي المتعلق بصفقة وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لدى حماس.

واعتبرت شبكة “سي إن إن” أن اغتيال هنية، وهو محاور رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، يشكّل “ضربة كبيرة لحركة حماس، حيث يقضي على أهم شخصياتها العامة التي ترأس العمليات السياسية من الخارج”، حسب تقديرها.

وتخشى واشنطن من اتساع نطاق العمليات العسكرية في الشرق الأوسط خاصة أن عملية اغتيال هنية تمت في طهران، مما يهدد بتجدد الضربات بين إسرائيل وإيران على غرار ما حدث في أبريل/نيسان الماضي. مما قد يؤدي، مع استمرار المواجهات المتصاعدة بين تل أبيب وحزب الله، إلى الاقتراب من حرب إقليمية شاملة لا تريدها واشنطن قبل انتخاباتها الرئاسية بنوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

واعتبر الإعلام الأميركي -في مجمله- أن إسرائيل وجهت ضربتين موجعتين “للجماعات الوكيلة لإيران”على حد وصفها، خاصة أن واشنطن تعتبر (حماس وحزب الله) منظمتين “إرهابيتين”.

وذكر أن هنية حمل مسؤولية العلاقات الخارجية لحركة حماس، وأنه كان في طهران للمشاركة في احتفالات تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، وسبق ذلك قيامه بعدة زيارات دولية ولقاءات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أبريل/نيسان الماضي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العام الماضي.

واعتبر تاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن، في سلسة تغريدات له أنه “إذا كان الرئيس جو بايدن قد فرض وقف إطلاق النار في وقت مبكر، لتمّ تجنب كل هذا بما في ذلك خطر جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى لا معنى لها في الشرق الأوسط”.

دعم

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه لا يعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط أمر لا مفر منه، ولكن إذا تعرضت إسرائيل للهجوم، فإن بلاده ستساعد في الدفاع عنها. وأثناء زيارته، اليوم الأربعاء، للفلبين، قال أوستن إن بلاده “ستفعل كل ما في وسعها للتأكد من أننا نمنع الأمور من التحول إلى صراع أوسع في جميع أنحاء المنطقة”، وعاد ليؤكد “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.

وكانت إدارة بايدن دعمت موقف إسرائيل عقب حادث سقوط صاروخ على مرتفعات الجولان المحتل، مما أسفر عن مقتل 12 طفلا درزيا عربيا.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون -في بيان- إن “الهجوم على مرتفعات الجولان نفذه حزب الله. كان صاروخهم، وأُطلق من منطقة يسيطرون عليها. يجب إدانته عالميا”، وشددت على أن واشنطن تدعم إسرائيل “ضد جميع التهديدات المدعومة من إيران، بما فيها الحزب”.

وأضافت واتسون أن إدارة بايدن تعمل أيضا على حل دبلوماسي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية “من شأنه أن ينهي جميع الهجمات مرة واحدة وإلى الأبد، ويسمح للمواطنين على الجانبين بالعودة بأمان إلى منازلهم”.

واعتبرت واشنطن أن اغتيال القيادي فؤاد شُكر “دفاع عن النفس. وكانت قد رصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معطيات عن شُكر في عام 2019 بسبب “دوره المركزي في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية ببيروت في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1983 والذي أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا وإصابة 128 آخرين”، وفقا لموقع “مكافآت الحكومة الأميركية من أجل العدالة”.

استعراض

وفور ورود أنباء استشهاد هنية، خرج أنصار إسرائيل في مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) والمراكز البحثية مهللين وغير مكترثين باحتمالات التصعيد المتوقعة. واعتبر ماثيو ليفيت، الخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمسؤول السابق بعدة إدارات أميركية، أن اغتيال هنية يُعد “خبرا جيدا”.

وذكّر بدراسة له صدرت منذ عدة أشهر، أكد فيها أن ما يقوم به هنية وغيره من قادة حماس من تخفيف لهجتهم النارية عبر تصريحات أكثر اعتدالا حول وقف إطلاق النار على طول خطوط عام 1967، ما هي إلا “خطوة تكتيكية تهدف إلى تعزيز الهدف الرئيسي للحركة وهو إقامة دولة إسلامية من النهر إلى البحر”.

في حين غرد جوناثان شانزر، المسؤول السابق بوزارة الخزانة، ونائب رئيس “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية” بواشنطن، والمعروفة بقربها من إسرائيل، على منصة “إكس”، منتشيا بعملية الاغتيال. وقال إن “حماس بدون إسماعيل هنية ومحمد الضيف ليست حماس التي كانت موجودة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023”.

واعتبر أن قيام إسرائيل بهذه العملية الكبيرة في غضون ساعات من “قضائها” على فؤاد شكر في لبنان، هو “استعراض لقدراتها الاستخباراتية الدقيقة ولقوتها الساحقة، وهو بلا شك يهز محور إيران”.

وبسبب فارق التوقيت بين الشرق الأوسط والساحل الشرقي للولايات المتحدة، لم يخرج بعد بيان رسمي أميركي حول استشهاد هنية.

من جانبها، علقت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، والمرشحة الديمقراطية لانتخابات 2024، أمس الاثنين، على اغتيال شُكر، وقالت في تجمع انتخابي في مدينة أتلانتا “أنا أؤيد بشكل لا لبس فيه حق إسرائيل في البقاء آمنة والدفاع عن أمنها”.

وأضافت “لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد المنظمات الإرهابية، وهذا هو بالضبط حزب الله. ولكن بعد كل ما قيل، لا يزال يتعين علينا العمل على إيجاد حل دبلوماسي لإنهاء هذه الهجمات. سنواصل القيام بهذا العمل”.



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى