حملت أعلى الرتب.. المرأة الخليجية تواصل انخراطها بصفوف الجيش
على الرغم من تحديات الموروث المجتمعي الذي يقيد المرأة الخليجية في إطار مزاولة مهن محددة، فإن النساء الخليجيات أثبتن بعد أن انضممن لجيوش بلدانهن بصفة جنديات أنهن قادرات على أداء أي مهنة مثلما يفعل الرجل.
شيئاً فشيئاً أخذت المرأة الخليجية تنخرط في مختلف صنوف الجيش، بعد أن كانت تعمل بصفات إدارية داخل المنظومة العسكرية بعيداً عن السلاح وساحات التدريب والواجبات العسكرية، لكن الأمر صار اليوم يُظهر اختلافاً كبيراً، فالمرأة في بلدان خليجية تحمل رتباً عسكرية رفيعة، وتملك خبرة واسعة في التعامل مع مختلف الأسلحة.
بلدان خليجية كانت فتحت المجال للنساء في أن تنخرط بصفوف قواتها المسلحة وتتدرج في الترقيات والترفيعات العسكرية، وأخرى سارت حذوها على الطريق، وآخر ما استجد في هذا الخصوص كان قادماً من الكويت، حيث نقلت وسائل إعلام محلية (الأحد 5 سبتمبر 2021) عن مسؤول في الجيش قوله إن المؤسسة العسكرية تنظر في إلحاق النساء بها، دون تفاصيل عن طبيعة المهام التي قد يضطلعن بها.
ونقلت صحيفة “الأنباء” عن معاون رئيس الأركان لهيئة القوة البشرية، اللواء ركن خالد الكندري، قوله، إن هناك دراسة وصفها بـ”الجادة” لدى الجيش للنظر في هذا الأمر، متوقعاً إنجازها خلال العام الجاري.
وجاءت تصريحات الكندري، التي نقلتها وسائل محلية أخرى أيضاً، على هامش انطلاق حملة “كن منهم” التي تهدف إلى جذب الكويتيين لـ”التطوع في الخدمة العسكرية والدفاع عن الوطن”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كويتي عن ضم النساء للجيش؛ ففي 2018 قال وزير الدفاع آنذاك، الشيخ ناصر الصباح، إنه يؤيد انخراط المرأة في الجيش الكويتي، وذلك بعد ضمها لجهازي وزارة الداخلية وحرس مجلس الأمة.
بدوره نشر الجيش الكويتي على حسابه في “تويتر” فيديو من اليوم الأول لحملة “كن منهم”، التي تنظم في مجمع الأفنيوز، موضحاً أن باب التطوع للالتحاق بالخدمة العسكرية مفتوح حتى تاريخ 18 سبتمبر الجاري.
تخرج أول دفعة
مطلع سبتمبر 2021 نظمت هيئة الأركان العامة السعودية حفل تخرج للدفعة النسائية الأولى، بالتزامن مع الافتتاح الرسمي لمركز تدريب الكادر النسائي، وهو أول مركز من نوعه في البلاد.
ونشرت وزارة الدفاع صوراً ومقاطع فيديو لحفل التخريج، قبل أن تنشر في اليوم التالي فيلماً وثائقياً قصيراً يروي تفاصيل تدريب الخريجات.
وأعلنت وزارة الدفاع السعودية، في العام 2019، السماح للشابات السعوديات بالانضمام للوزارة، وشغل وظائف عسكرية برتب متعددة.
ويعمل كثير من السعوديات منذ سنوات في وزارة الدفاع بقطاعات غير قتالية تابعة للوزارة؛ كالتخصصات الطبية والثقافية والاجتماعية، لكن الوظائف التي ستشغلها الخريجات الجديدات تتبع القطاع العسكري بشكل مباشر، على
الرغم من أنهن سيكلفن بمهام إدارية أيضاً ولن يشاركن في مهام ميدانية في المرحلة الحالية، كما يُعتقد.
وتنضم وزارة الدفاع من خلال استقطابها للنساء وتعيينهن في وظائف عسكرية إلى وزارة الداخلية التي سبقتها في
ذلك، حيث تعمل السعوديات برتب عسكرية في قطاعات مكافحة المخدرات والسجون والبحث الجنائي والجمارك وأعمال التفتيش والحراسات الأمنية.
وتعكف السعودية على تمكين النساء في قطاعات سوق العمل المختلفة، والمشاركة في الحياة العامة، وعدلت من أجل
ذلك كثيراً من قوانينها المحلية، وسنت قوانين أخرى جديدة.
تأسيس مدرسة عسكرية
تسعى دولة الإمارات لتأسيس قوات مؤهلة، ومن بين ما تضمه عنصر نسوي متدرب، وضمن هذا الإطار تم تأسيس
مدرسة “خولة بنت الأزور” العسكرية في عام 1991، حيث كانت أول مدرسة عسكرية للإناث على مستوى الدولة
ودول مجلس التعاون الخليجي.
تهدف المدرسة العسكرية إلى ضم الإناث إلى صفوف القوات المسلحة وتدريبهن ضمن كوادرها، وذلك من
خلال إقامة الدورات العسكرية لتدريب الإناث عسكرياً وبدنياً، وليس ذلك فحسب بل يتم تقديم العديد من المحاضرات
الوطنية والدينية للمتدربات.
وتستقبل مدرسة خولة العسكرية من حين لآخر مجموعة من المجندات اللاتي يرغبن في التطوع للخدمة الوطنية.
ويتم تشكيل مجموعات من تلك المجندات ووضع مخطط تدريبي شامل يتوافق مع أهداف المشروع.
ويجري تدريب المجندات على أيدي مدربات مؤهلات ومعدات بشكل جيد، لمدة تسعة شهور أي ما يقارب 12 أسبوعاً.
وتقسم الأسابيع كالتالي؛ عشرة أسابيع تدريب تأسيسي، ويكون باقي الأسابيع تدريب تخصصي، وخلال فترة التدريب
توفر المدرسة للمجندات سكناً داخلياً مجهزاً بأحدث التقنيات والخدمات، وبعد انتهاء فترة التدريب يتم توزيع المجندات
على الوحدات حسب الاختصاصي
خبرة طويلة
تعتبر البحرين السباقة بين دول الخليج في فتح المجال أمام انضمام النساء للقوات العسكرية، وذلك يعود إلى أكثر من
30 عاماً.
تعمل المرأة العسكرية بقوة دفاع البحرين في العديد من المواقع، وتنفذ مهامها وأعمالها بمقدرة كبيرة واحتراف عال.
وأثبتت المرأة العسكرية البحرينية كفاءتها في القيام بواجباتها الوظيفية في جميع المجالات العسكرية والإدارية والطبية وغيرها.
وحظيت بجميع حقوقها في ظل تكافؤ الفرص، واعتلت في صفوف الجيش مناصب قيادية وإدارية، ونالت الرتب العسكرية العليا.
وأصبحت الرتب العسكرية العليا التي تحملها المرأة البحرينية تتوج مسيرتها في ركب مسيرة قوة دفاع البحرين إلى
جانب الرجل في حمل السلاح.
هيأت قوة دفاع البحرين للمرأة العسكرية برامج تدريبية فنية وأخرى عسكرية، إضافةً إلى برنامج الابتعاث داخل وخارج المملكة.
وكان أول مرة في تاريخ قوة دفاع البحرين حصلت امرأة على لقب “ركن”، وذلك لضابطتين بحرينيتين بعد تخرجهما
من الكلية الملكية للقيادة والأركان، وذلك عام 2009، وسجلتا بذلك نجاحاً جديداً للمرأة في مملكة البحرين.