الاخبار العاجلةسياسة

حرب أوكرانيا.. كييف تتحدث عن عودة للمفاوضات من موقع قوة وموسكو تكثف هجماتها للسيطرة على سيفيرودونيتسك

قال كبير المفاوضين الأوكرانيين ديفيد أراخاميا إن بلاده قد تستأنف المحادثات مع روسيا لإنهاء الحرب من موقع قوة في آخر أغسطس/آب المقبل، فيما تصعّد القوات الروسية وقوات الانفصاليين الموالين لها هجماتهما على المنطقة الصناعية في مدينة سيفيرودونيتسك حيث يتحصن جنود أوكرانيون لاستكمال السيطرة على المدينة الإستراتيجية في إقليم لوغانسك شرقي أوكرانيا.

وأضاف كبير المفاوضين الأوكرانيين في حديث لقناة تلفزيونية أميركية أن “الحد الأدنى المقبول لأي اتفاق مع الروس هو طردهم أو انسحابهم طواعية إلى حيث كانوا قبل 24 فبراير (شباط)”، في إشارة إلى تاريخ بدء روسيا حربها على أوكرانيا.

وأضاف المسؤول الأوكراني أن ثمة مقترحات لعقد اجتماع محتمل بين روسيا وأوكرانيا في تركيا بمشاركة الأمم المتحدة، غير أنه شدد بالقول إنه “ليس منطقيا عقد مفاوضات بشأن عبور السفن من الموانئ الأوكرانية ما لم تبتعد السفن الروسية من شبه جزيرة القرم وتقديم ضمانات بنسبة 100%”.

بالمقابل، قال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي في تصريحات صحفية إن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس شرقي أوكرانيا “لا تشكلان محورا للنقاش خلال المفاوضات مع أوكرانيا”.

وأضاف أن القرم جزء من روسيا، وأن عدم اعتراف عدد من الدول الغربية بذلك هو أكبر انتهاك للقانون الدولي ولمبادئ الأمم المتحدة.

وفي مقال على الإنترنت بمجلة “فورين بوليسي” (Foreign policy) الأميركية أمس الجمعة، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه يجب على الغرب ألا “يقترح مبادرات سلام بشروط غير مقبولة”، في إشارة واضحة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال يونيو/حزيران الجاري بأنه يجب عدم إذلال روسيا إذا كان الحل الدبلوماسي ممكنا.

وأضاف كوليبا “من الواضح أن طريق بوتين إلى طاولة المفاوضات يكمن فقط من خلال الهزائم في ساحة المعركة”.

منطقة دونباس

بدوره، أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر عسكرية أوكرانية أن القوات الأوكرانية صدت عدة محاولات روسية للسيطرة على المنطقة الصناعية في مدينة سيفيرودونيتسك حيث يتحصن 500 مدني أوكراني فضلا عن القوات الأوكرانية داخل مصنع آزوت الكيميائي.

وكان سيرغي غايداي حاكم إقليم لوغانسك قد وصف الوضع في سيفيرودونيتسك بأنه صعب، قائلا إن القوات الروسية قصفت الجسور التي تربط المدينة مرارا وتكرارا.

وأوضح غايداي أنه من المستحيل إخراج المدنيين من مصنع آزوت في المدينة في ظل الوضع الخطير.

اقرأ ايضاً
توقيع اتفاقية... تعاون بين سلاح الجو القطري والأردني

في المقابل، قال ممثل انفصاليي لوغانسك في روسيا روديون ميروشنيك إنه لا يوجد حتى الآن اتفاق لفتح ممر إنساني من مصنع آزوت بسبب رفض أوكرانيا وقف إطلاق النار، مضيفا عبر قناته على تليغرام أنه يجب تدمير المواقع الأوكرانية في منطقة ليسيتشانسك أولا من أجل إجلاء المدنيين من مصنع آزوت.

وليسيتشانسك هي المدينة التوأم لسيفيرودونيتسك حيث لا يفصل بينهما سوى نهر.

وقال حاكم لوغانسك إن الطريق السريع الرئيسي خارج ليسيتشانسك أصبح لا يمكن السير فيه الآن بسبب القصف الروسي.

وتتركز المعارك منذ أسابيع في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وهما مدينتان أساسيتان للسيطرة على منطقة دونباس، وتتعرضان لقصف مستمر.

وتسيطر روسيا والانفصاليون على الأغلبية الساحقة من إقليم دونيتسك وقرابة نصف إقليم لوغانسك، وهما الإقليمان اللذان يشكلان منطقة دونباس.

جبهات الجنوب

وفي باقي جبهات القتال بين أوكرانيا وروسيا، قال المتحدث باسم رئيس الإدارة الأوكرانية في أوديسا (جنوب) إن ضربات صاروخية روسية دمرت جسرا على نهر دنيستر، وذكرت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية أن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخين روسيين من نوع كروز فوق مقاطعة أوديسا الليلة الماضية.

وفي منطقة خيرسون (جنوب) -التي تسيطر عليها روسيا- دعت السلطات الأوكرانية السكان إلى مغادرة المنطقة عبر شبه جزيرة القرم، من أجل تسهيل عمل القوات الأوكرانية لاستعادة المقاطعة من يد الروس.

وغير بعيد عن مدينة خيرسون، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت مدينة ميكولايف التي تسعى القوات الروسية للسيطرة عليها، وقد أدت ضربة روسية صباح أمس على المدينة إلى مقتل شخصين على الأقل وجرح 20 آخرين، حسب إفادات السلطات المحلية.

وكان الجيش الروسي قال أمس الجمعة أن نحو 7 آلاف من “المرتزقة الأجانب” من 64 دولة وصلوا إلى أوكرانيا منذ بدء النزاع، وأن ألفين منهم قد قتلوا، وغادر 1779 آخرون البلاد.

ومنذ بدء تدخل موسكو في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي سافر آلاف المتطوعين الأجانب -معظمهم من الأوروبيين- إلى هذا البلد لمساعدة القوات في كييف، وتصف روسيا هؤلاء المقاتلين بـ”المرتزقة” للإيحاء بأن المال هو دافعهم، وبثت قناة تلفزيونية روسية عامة أمس تسجيلات فيديو لأميركيين تطوعا للقتال مع القوات الأوكرانية وفقدا منذ أيام.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى