الاعتداء على نعش شيرين أبو عاقلة.. شرطة الاحتلال لن تحاكم أيا من عناصرها وتتكتم على نتائج التحقيق

أكدت مصادر صحفية إسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية لن تقدم أحدا من ضباطها أو عناصرها الذين اعتدوا على جنازة الزميلة شيرين أبو عاقلة للمحاكمة أو حتى للمساءلة التأديبية، وفق قرار مسبق اتخذ قبل صدور التحقيقات التي أجرتها الشرطة.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم الخميس أنها أنهت تحقيقا داخليا في تدخلها خلال تشييع جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، وأثارت مشاهد مهاجمة أفراد الشرطة موكب تشييعها تنديدا واسعا في العالم، لكنها لم تكشف نتائجه.

وقالت صحيفة هآرتس نقلا عن مصادر مطلعة إن التحقيقات أظهرت قصورا في تصرف الشرطة خلال الجنازة، لكن مع ذلك لن يحاكم العناصر الذين اعتدوا على النعش.

وأضافت الصحيفة أن التحقيقات خلصت إلى أنه كانت هناك حاجة لاستخدام القوة ضد حملة النعش، لكن كان يمكن تجنب استخدام الهراوات.

تعتيم إعلامي

وسبق أن نقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن الشرطة الإسرائيلية فرضت تعتيما إعلاميا على نتائج التحقيق الداخلي الذي أجرته حول ظروف اعتداء شرطة الاحتلال على نعش الزميلة شيرين بمدينة القدس الشرقية في 13 مارس/آذار الماضي وضرب حاملي النعش يوم تشييعها إلى مثواها الأخير.

وقال الموقع إن الشرطة عللت موقفها هذا بالقول إن التحقيق ينصب على حدث يخص عملية شرطية، مشيرا إلى أن التقرير لم يخلص إلى تحميل أي فرد من ضباط وأفراد الشرطة المسؤولية عما حدث.

وكان فريق التحقيق المكلف قد انتهى من وضع التقرير ورفع نسخة منه إلى المفتش العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي الذي نقلت وسائل إعلام إسرائيلية قوله إن واجب الشرطة أن تحقق كي لا تتكرر مثل هذه الأحداث الحساسة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب إنه تم تلخيص التحقيق الميداني في نشاط الشرطة خلال الجنازة وعرضه على مفوض الشرطة، موضحة أنه تم إطلاع وزير الأمن الداخلي على النتائج التي تم التوصل إليها.

إدانة فلسطينية

وفي أول رد فعل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار الاحتلال عدم محاسبة عناصر الشرطة الإسرائيلية المشاركين في الاعتداء على جنازة الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وقالت الوزارة إن تحقيقات الشرطة الإسرائيلية أجريت على مضض وفي محاولة لامتصاص ما وصفتها بالنقمة الدولية التي أعقبت هذا الاعتداء الهمجي وغير المسبوق، على حد تعبيرها.

وأضافت أن البيان الذي صدر عن شرطة الاحتلال هو محاولة للتغطية على الجريمة وتحسين صورة الشرطة وحماية عناصرها وعملهم الإرهابي ضد جنازة أبو عاقلة.

تحسبا لزيارة بايدن

ومساء أمس الأربعاء، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت اجتماعا في الكنيست مع وزير خارجيته يائير لبيد، للاطلاع على أهم النقاط ونتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه جيش الاحتلال بشأن اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وقال التلفزيون الإسرائيلي الرسمي أن الاجتماع بينهما جاء استعدادا لأي تساؤلات أو إدانات واستنكارات بشأن جريمة اغتيال شيرين، والتي قد تطرح خلال الزيارة المقبلة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة في يوليو/تموز المقبل.

وأشار إلى أن قتل شيرين قد أدى إلى حالة من التوتر بين واشنطن وتل أبيب في ما يتعلق بمسؤولية الاحتلال عن قتلها والاعتداء على جنازتها.

وأوضح أن إسرائيل قدمت مجموعة طلبات للإدارة الأميركية لنقلها إلى الفلسطينيين عشية زيارة الرئيس بايدن تضمنت الحصول على الرصاصة التي قتلت الزميلة شيرين.