الاخبار العاجلةسياسة

المرشح جزء من القصة أو راوٍ لها.. أفلام قصيرة في حملات مرشحي انتخابات مجلس الأمة الكويتي

مع اقتراب بدء التصويت لانتخاب أعضاء مجلس الأمة الكويتي المقرر غدا الخميس، 29 سبتمبر/أيلول، يحتدم سباق الدعاية الانتخابية للمرشحين، حيث تنتشر الخيام التي يلقي فيها المرشحون خطاباتهم لإقناع الناخبين بالتصويت لهم. لكن لوحظ في الدعاية الانتخابية الحالية قلة الإنفاق والتوجه نحو منصات التواصل الاجتماعي والعمل الميداني في الخيام والدواوين، وذلك على خلاف حملات سابقة كانت تشهد إنفاقا كبيرا من قبل المرشحين.

ويرى مراقبون للساحة الكويتية أن الحملات الانتخابية للمرشحين تتجه نحو تقليص الإنفاق المالي، بسبب الرقابة الصارمة من قبل الدولة، ومحاولة تكوين خطاب جديد للشعب.

وسعى المرشحون للانتخابات المقبلة إلى التعريف بأنفسهم وبرامجهم الانتخابية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الشخصية المعروفة لدى كثيرين.

أساليب متعددة وصناعة الحدث

يقول الإعلامي الكويتي علي السند “إن المرشحين للانتخابات الكويتية يستخدمون طرقا متعددة، فلا تكاد (تجد) وسيلة إعلامية أو طريقة في الترويج إلا ويستعملونها”.

ويستدرك “لكن لاحظت في هذه الانتخابات بروز أسلوب مختلف، وهو صناعة الحدث على أرض الواقع، ثم نقله عن طريق وسائل التواصل والإعلام المختلفة. هذا الحدث الذي يُصنع ليس بالضرورة أن يكون كبيرا، لكن من خلال تقنية التصوير يتم إبرازه بشكل واسع في الإعلام”.

%D9%A2 10
تنتشر الخيام التي يلقي فيها المرشحون لانتخابات مجلس الأمة خطاباتهم المليئة بالوعود لجلب الناخبين (الأناضول)

الإعلام التقليدي في ذيل القائمة

ويرى السند أن الإعلام التقليدي وشاشة التلفزيون أصبحا في ذيل قائمة الدعاية الانتخابية وتراجع دورهما بشكل كبير، في حين أصبح نصيب الأسد لوسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا تويتر وإنستغرام، فهما الأكثر استعمالا في الكويت.

وتابع أنه من الملاحظ في الحملة الانتخابية الحالية استخدام ما يشبه الفيلم القصير الذي يحكي قصة، وهو الأكثر تأثيرا في الناس، وأفضل من الخطاب التقليدي المباشر، بحيث ترد القصة التي تلخص ما حدث في الماضي، وما يمكن أن يحدث في المستقبل ويوضع المرشح جزءا من القصة أو يكون الراوي لها.

وأشار إلى أن هذا هو الأكثر انتشارا في وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى نشر أفلام وثائقية قصيرة توثق مرحلة ماضية وترسم ملامح مرحلة مقبلة.

الخيام واستعراض القوة

ويلفت السند إلى أن هذه الانتخابات برزت فيها الدعايات في الخيام من جديد، وهي ما يُطلق عليها المقرات الانتخابية، التي يعتمد عليها كل مرشح لعرض برنامجه الانتخابي أمام الجمهور وجها لوجه.

ويوضح أن الهدف من هذه الخيام هو “استعراض القوة، وتحشيد الناس، والحضور المكثف، وتسليط الكاميرات والأضواء على هذا الحشد الكبير والالتفاف حول المرشح والهتاف باسمه، وتُعالج بطريقة درامية بصرية لنشرها عبر وسائل التواصل”.

اقرأ ايضاً
الخارجية السعودية والكويتية تدعوان للحفاظ على أمن واستقرار أفغانستان

 

اللجنة ترى أن ندوات المرشحين غير كافية لتعريف الناخبين ببرامجهم
المرشحون يعملون على تعزيز وجودهم عبر وسائل التواصل لأنها تستقطب الشباب بشكل أكبر (الصحافة الكويتية)

وسائل التواصل تعزز الحضور

بدوره، قال الإعلامي الكويتي يوسف الرفاعي إن “الوقت يختلف والدعايات التقليدية عبر التلفزيون والصحف لم تعد تلعب دورا مثلما كانت في السابق”.

وأضاف أن وسائل التواصل هي التي تؤثر وتوجه الرأي العام حاليا، مؤكدا في الوقت ذاته “أهمية دور المرشح عبر زيارته وجولاته للديوانيات (أماكن تجمع تقيمها العائلات في المنازل) للاحتكاك مع الناس، وهذا ما يسهم بشكل كبير في تدعيم وتعزيز مكانته وترتيبه في الانتخابات”.

الأقرب للشباب

ويرى الرفاعي أن “وسائل التواصل تلعب الدور المهم، ونعلم أن كل المرشحين يعملون على تعزيز وجودهم عبرها، لأنها تستقطب الشباب وتوضح لهم الجوانب التي لا يرونها في الإعلام التقليدي، فلم تعد مطالعة الصحف أو مشاهدة التلفزيون تستهوي الكثير من الناس”.

وأشار إلى أن “الخيام والمقار لها الدور الأبرز، فهي ليست فقط مكانا يجلس فيه المرشح ويجتمع مع الجمهور، وإنما تتحول إلى منتدى انتخابي متكامل، يسمح للمرشح أن يلعب دورا في تنمية الوعي السياسي لدى أطياف المجتمع”.

الرسالة المختصرة ورسائل الإصلاح

ويقول الرفاعي إن الصوت المسموع في هذه الانتخابات هو لمن يبسّط المسائل السياسية المعقدة، مبينا أنه “في السابق كانت الندوات تستمر لساعات، لكن الناس الآن يريدون الرسالة المختصرة المبسطة في دقيقة أو دقيقتين”. واعتبر أن “السياسي أو المرشح الناجح هو الذي يستطيع توصيل الرسالة المطلوبة بشكل مبسط يقنع الناس وفي أقصر وقت”.

من جهته، أوضح الناشط الإعلامي خلفية بن خالد الخليفة أن “أبرز النشاطات الحالية هو التوجه لبرامج يوتيوب، حتى أن أسعار التلفزيون التقليدي أصحبت منخفضة”. وأضاف أن المرشحين يعملون عبر تلك الأدوات على ترسيخ صورهم وأسمائهم لدى مختلف شرائح الرأي العام، والتعريف بأنفسهم وخبراتهم ومؤهلاتهم لمحاولة إقناع الناخب بالتصويت لهم.

وأردف الخليفة أن الأبرز في الرسائل الإعلامية الابتعاد عن تسويق القوانين والمشاريع الضخمة والتوجه نحو الإصلاح السياسي والابتعاد عن الوعود الوهمية، كما أن الحملات الانتخابية الأخيرة بالفعل شهدت تراجعا في حجم الإعلان الورقي بسبب الكلفة العالية لهذا النوع مقارنة بالإعلانات الإلكترونية الأقل ثمنا. وتابع “ما زال هناك من يتابع الصحافة الورقية لمطالعة الإعلانات، لكن الوسائل الإلكترونية أصبحت تستقطب الناخبين للتوجه إلى شريحة الشباب”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى