الاخبار العاجلةسياسة

بعد قرار أعلى محكمة.. هؤلاء طالبو اللجوء لبريطانيا الذين يستهدفهم قرار الترحيل لرواندا

لندن- منحت المحكمة العليا البريطانية الضوء الأخضر للحكومة للمضي قُدما في خطة ترحيل طالبي اللجوء نحو رواندا، والتي أثارت الكثير من الجدل وطالبت جمعيات حقوقية بالتخلي عنها، إلا أن أعلى هيئة قضائية في المملكة المتحدة رأت أن الخطة لا تخالف القانون ولا الاتفاقيات الدولية لحماية اللاجئين.

وأعطت المحكمة العليا رأيها في هذه الخطة بعد دعوى قضائية رفعها تكتل من الجمعيات المعنية بحماية اللاجئين، سأل فيها المحكمة عن قانونية ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.

وحسب هذا التكتل، فإن رواندا “ليست وجهة آمنة وقد يتعرض فيها طالبو اللجوء إلى انتهاكات حقوقية”، إلا أن المحكمة العليا قالت إن الخطة لا تتعارض مع القانون، مع الإشارة لكون بعض الحالات قد تحتاج لمعالجة فردية.

وبهذا الرد يكون لدى حكومة ريشي سوناك ورقة قوية للمضي قدما في ترحيل طالبي اللجوء، بعد أن تم توقيف أول رحلة ترحيل نحو رواندا قبل أسابيع، بسبب قرار من محكمة حقوق الإنسان الأوروبية لصالح طالب لجوء عراقي كان مهددا بالترحيل إلى رواندا.

epa07850262 An exterior general view of the Supreme Court during a hearing on the prorogation of parliament, in London, Britain, 18 September 2019. The Supreme Court is due to rule on 19 September whether the suspension of parliament by British...
منحت المحكمة الأوروبية العليا ورقة قوية لحكومة ريشي سوناك للمضي في خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا (الأوروبية)

ما خطة الترحيل نحو رواندا؟

هي خطة حكومية مدتها 5 سنوات تقضي بترحيل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى بريطانيا نحو رواندا، وهناك يمكن أن يقدموا ملفات طلبات اللجوء للبقاء في تلك البلد.

وفي حال حصل طالب اللجوء على الموافقة سيكون له الحق في البقاء في رواندا، وإذا تم رفض ملفه، فيمكنه طلب الإقامة في بلد آخر، أو البحث عن وجهة آمنة أخرى.

وتقول الحكومة البريطانية إنها ستطبق هذه الخطة على الأشخاص “الذين يصلون بطريقة غير قانونية” إلى البلاد، وتقصد بالأساس أولئك الذين يصلون عبر القوارب الصغيرة ويعبرون القناة المائية بين فرنسا وبريطانيا.

ولن يتم ترحيل الجميع، ذلك أن الأشخاص غير البالغين أو الأطفال أو النساء رفقة أطفالهن سيتم استثناؤهم من هذه الخطة الموجّهة بالأساس إلى الأشخاص البالغين الذين يصلون بمفردهم إلى بريطانيا.

لماذا إلى رواندا؟

يقول المحلل والمحامي الرواندي لويس غيتينيوا، لوكالة فرانس برس، إن بلاده ترغب في تحسين صورتها الدولية مع تخفيف الانتقادات الموجهة لإدارتها لملفات حقوق الإنسان.

وقال إن الرئيس بول كاغامي يعتزم استخدام اتفاق استقبال اللاجئين مع الحكومة البريطانية “لتعزيز الثقة في سياسته بشأن حقوق الإنسان”، وإن رئيس الدولة الذي يحكم رواندا بقبضة من حديد منذ الإبادة الجماعية عام 1994، يريد أن يظهر على أنه “زعيم أفريقي رئيسي”.

ويعتقد المحلل أن رواندا تأمل أيضا في الحصول على دعم دبلوماسي من المملكة المتحدة عندما يتم تقديم قرارات ضدها ومناقشتها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي يناير/كانون الثاني 2021، طلبت الحكومة البريطانية من كيغالي (العاصمة) “النظر في القيود المستمرة على الحقوق المدنية والسياسية وحرية الصحافة”.

وحسب وكالة فرانس برس، استقبلت رواندا في الماضي مهاجرين أفارقة تقطّعت بهم السبل في ليبيا بموجب اتفاق مع الاتحاد الأفريقي والمفوضية الأفريقية. والعام الماضي، عرضت البلاد اللجوء على أفغان غادروا البلاد بعد تولي طالبان السلطة.

اقرأ ايضاً
رفض الحديث عن مستقبله السياسي بعد منعه من الترشح.. جيرمي كوربن للجزيرة نت: هذه أسباب ارتفاع الأسعار ببريطانيا
People stand inside a fenced off area inside the migrant processing centre in Manston
أشخاص من جنسيات مختلفة يقفون داخل منطقة مسيجة في مركز لاستقبال المهاجرين في مانستون ببريطانيا (رويترز)

متى سيتم تفعيل هذه الخطة؟

مباشرة بعد إعلان المحكمة العليا لقرارها، أعلن تكتل من الجمعيات الحقوقية أنه سيلجأ للاستئناف على هذا القرار، وهو ما يعني أشهرا جديدة من الانتظار للبت في طلب الاستئناف، وفي حال الموافقة عليه، ستكون هناك معركة قانونية جديدة أمام المحكمة لتفسير العديد من التفاصيل في القانون.

كما أنه يحق لعدد من طالبي اللجوء المهددين بالترحيل أن يلجؤوا إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (المملكة المتحدة عضو فيها)، للبت في ملفاتهم. وللمحكمة الأوروبية الحق في منع ترحيلهم، وهو ما يعني معارك قانونية جديدة قد تتطلب أشهرا قبل بداية عملية الترحيل.

وتعي الحكومة هذه التعقيدات جيدا، ولهذا فهي لم تضع أي جدول زمني لبداية عملية الترحيل، وسط توقعات بأن تتعامل مع هذا الملف بحذر شديد وربما قد تؤجله وعينها على الانتخابات العامة القادمة مع نهاية سنة 2024.

من الفئة المستهدفة بخطة الترحيل إلى رواندا؟

حسب الحكومة، فإن الفئة المستهدفة من هذه الخطة هم الأشخاص الذين يصلون إلى بريطانيا بطرق غير قانونية. وحسب قانون “الجنسية والحدود” الذي سيدخل حيز التنفيذ في أبريل/نيسان المقبل، فإن أي شخص يدخل بريطانيا دون تأشيرة أو إذن خاص فهو “مهاجر غير شرعي” (غير نظامي)، باستثناء لو تقدم بطلب لجوء مباشرة بعد وصوله إلى البلاد.

وحسب معطيات وزارة الداخلية، فإن 90% من المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة خلال الفترة ما بين 2021 و2022 تقدموا بطلبات لجوء.

ووفق المصدر نفسه، فقد تم قبول 53% فقط من طلبات لجوء الأشخاص الذين وصلوا عبر القوارب سنة 2018، بينما تم رفض بقية الطلبات.

ما العدد المتوقع للاجئين الذين سيتم ترحيلهم؟

تقول الحكومة في روندا إنها مستعدة لاستقبال ألف شخص في المرحلة الأولى للبرنامج، على أن يرتفع العدد إلى 5 آلاف شخص لاحقا. ولا تحدد الحكومة البريطانية أي سقف لأعداد الأشخاص الذين يمكن ترحيلهم إلى رواندا.

ما كلفة ترحيل اللاجئين؟

حسب المعطيات الحكومية، فإن كلفة ترحيل شخص واحد إلى رواندا تصل إلى 13 ألف جنيه إسترليني، وهي كلفة الأكل والمسكن والمساعدة القانونية لمن يتم ترحيله إلى رواندا إلى حين حصوله على حق اللجوء.

وحسب معطيات وزارة الداخلية، فإن كلفة برنامج ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا تصل إلى 120 مليون جنيه إسترليني في المرحلة الأولى، على أن يرتفع هذا الرقم بشكل تدريجي مع ارتفاع عدد حالات الترحيل.

وتقول الحكومة إن كلفة استقبال اللاجئين تبلغ سنويا 1.5 مليار جنيه إسترليني يذهب الجزء الأكبر منها لتوفير الإقامة لطالبي اللجوء في الفنادق، والتي تبلغ يوميا 4.7 ملايين جنيه استرليني.

وتُوجّه الانتقادات للنظام في بريطانيا بسبب تأخر البت في طلبات اللجوء، كما أن القانون يمنع على مقدم الطلب مزاولة أي عمل إلى حين حصوله على حق اللجوء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى